08:46 م
الجمعة 11 أكتوبر 2024
كتب- محمود عبدالرحمن:
أثار اغتيال قادة بارزين في الجماعات الموالية لإيران، وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، موجة تساؤلات حول الاختراقات الأمنية التي مكنت إسرائيل من تنفيذ تلك العمليات بدقة.
وتركزت التساؤلات حول كيفية نجاح إسرائيل في اختراق الأجهزة الأمنية لحزب الله وإمكانية تورط شخصيات بارزة بالتخابر مع الاحتلال، خاصة عقب سلسلة من التفجيرات التي طالت أجهزة “البيجر”، ما أدى إلى سقوط مئات المقاتلين من عناصر الحزب وغيرهم من المدنيين اللبنانيين، آخر تلك الهجمات استهداف مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله، وفيق صفا، في بيروت، وفقًا لما ذكرته القناة الـ12 الإسرائيلية.
ونقلت وسائل إعلام أجنبية عن مصادر إيرانية مساء أمس الخميس قولها، إن رئيس مكتب قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، يخضع للتحقيق بتهمة التخابر مع إسرائيل.
وأضافت وسائل الإعلام في تقارير لها، أن قاآني متهم بالتخابر مع إسرائيل، بينما أصيب بأزمة قلبية خلال التحقيقات ونقل إلى المستشفى، الأمر الذي نفته وسائل إعلام إيرانية، مشيرة إلى أن ما تم تداوله من أنباء حول التحقيق مع مدير مكتب قائد فيلق القدس إسماعيل قآني بتهمة تسريب معلومات لإسرائيل “تقارير كاذبة”
وقالت وكالة “فارس” الإيرانية في تعليقها على الأنباء التي نشرتها وكالة “إيران إنترناشيونال”، إن الشبكة زعمت أن قاآني قيد الإقامة الجبرية، بينما سبق لوسائل إعلام أخرى الإعلان عن استشهاده.
ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن مستشار قائد الحرس الثوري إبراهيم جباري نفيه لهذه الأنباء، مؤكدًا أن قاآني في حالة جيدة وسيتم تكريمه قريبًا بوسام من المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي.
وعلق وجدان عبدالرحمن، الخبير المتخصص في الشأن الإيراني، على الأنباء المتداولة قائلا، إن هناك اختراقات كبيرة في الجهاز الأمني الإيراني، بما في ذلك جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس ووزارة الاستخبارات، وهو ما أكدته تصريحات الرئيس الإيراني الأسبق محمود مهدي نجاة.
وأضاف الخبير في الشأن الإيراني، أن التقارير حول تورط رئيس مكتب قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني هي مجرد أنباء لم تثبت صحتها، موضحا أن الأمور قد تتضح أكثر بعد الوصول إلى مزيد من المعلومات.
وتابع وجدان أن أحد الأشخاص الذي كان جزءًا من استخبارات فيلق القدس الإيراني، هو من سرب المعلومات حول الاختراقات في الجهاز الأمني الإيراني، وهو ما أكدته تقارير وسائل الإعلام.
وأكمل وجدان، أن هذه ليست المرة الأولى التي تُثار فيها قضايا الاختراقات في إيران، حيث شهدت البلاد في الثمانينات أحداث مشابهة، موضحا أن إيران، منذ بداية الثورة، كانت تواجه اختراقات من الاستخبارات الإسرائيلية داخل النظام قائلا: “إذا صحت الرواية الحالية، فمن المحتمل أن يتم إعدام قاآني”.
من جانبه يقول الباحث السياسي اللبناني سركيس أبو زيد، إنه من الواضح أن عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل في بيروت ودمشق، ضد شخصيات بارزة، تشير إلى وجود اختراق كبير من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومخابراته.
وأضاف الباحث السياسي، أن مستوى الخرق الأمني متشعب، فمن غير المعقول الوصول إلى معلومات عن تحركات أمين عام حزب الله، قائلا: “حتى عناصر الحماية الشخصية لن يكونوا على علم بخططه أو وجهته”.
وأوضح أبو زيد أن هذا الاختراقات على مستوى عالٍ جدًا، سواء داخل قيادة حزب الله أو قيادة الحرس الثوري الإيراني، ولكن لم يتم تأكيد ذلك بعد.
وأضاف الباحث أن الأخبار المتداولة من إيران حول تورط رئيس مكتب قائد فيلق القدس، لا تزال ضمن التكهنات، حيث لم يتم تقديم أي دليل جدي أو مباشر على هذه الاختراقات حتى الآن.
وتابع سركيس أبو زيد، أن النظام الإيراني عانى من الاختراقات، موضحا أن الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، أشار سابقًا إلى أن المسؤول عن مكافحة التجسس كان عميلًا إسرائيليًا.
وأوضح أبو زيد أن إيران بحاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر حذرًا، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تزال تتمتع بيد عليا في قلب إيران.
ولفت إلى أن الأموال تلعب دورًا كبيرًا في هذه العمليات، حيث تسعى إسرائيل إلى إغراق عملائها في المناطق الحساسة بالتمويلات الضخمة، مما يزيد من تعقيد الوضع.