11:31 م
الأحد 11 فبراير 2024
مصراوي
وسط حالة الجموح التي ينتهجها جنود الاحتلال منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، وتوثيق انتهاكاتهم عبر مقاطع فيديو انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل المختلفة، كشف طبيب عسكري إسرائيلي من قوات الاحتياط الانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال على مدار شهور ماضية.
وفي مقال نشره كبير المحللين في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية ناحوم بارنياع، أورد خلاله الاقتباسات الحرفية لشهادة طبيب أنهى خدمته التي استمرت لشهرين في لواء الاحتياط للمظليين مؤخرا.
وقال الطبيب العسكري الذي لم يذكر المقال اسمه، إن الغضب والانتقام كانا من أبرز المشاعر التي انتابت الإسرائيليين جميعا في أعقاب أحداث 7 أكتوبر الماضي عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية على عدد من المستوطنات في غلاف غزة.
وأوضح أن هذه المشاعر “للأسف” اقتادتهم إلى التصرف بجموح في بعض المجالات؛ إذ يشير إلى أن “النهب” والسرقة من قبل جنود الاحتلال أصبح بطريقة ممنهجة “مؤسسيا” خلال الفترة التي قضاها في القطاع: “يبدأ الأمر بمصادرة كميات كبيرة من المفروشات ومواقد وأسطوانات الغاز من المنازل المحتلة، ويستمر بأخذ الهدايا التذكارية الصغيرة مثل الطاولات وألعاب الأطفال”.
ويذكر الطبيب الإسرائيلي أنه أثناء القتال في إحدى المرات، تمكنوا من إلقاء القبض على 5 من عناصر حركة حماس، وفق قوله، غير أن أحدهم كان يعاني كسرا في كاحله والذي تكفل الطبيب بالاعتناء به، قبل الإمساك بقائدهم الذي لحقت به كسور في أطرافه على بعد 200 متر تقريبا.
ويقول الطبيب إنه بعد لحظات من قيام أحد محققي الأسرى الإسرائيليين باستجواب قائد عناصر المقاومة، وصل مقاتل من قوات الاحتياط وقام بإعدامه، مؤكدا أنه تم التعتيم على عملية الإعدام المتعمدة، يقول الطبيب العسكري: “أنا لست من دعاة السلام وأؤيد استخدام قوة كبيرة عند الضرورة، لكن رغم ذلك، شعر الكثيرون أن ارتداء زي الجيش الإسرائيلي وعبور الحدود يسمح لهم بتجاوز كل الخطوط”.
من جهته قال المحلل ناحوم برناع، إن بعض أعضاء مستوطنات غلاف غزة يؤكدون أن جنود الاحتلال المتمركزين داخل المستوطنات خرّبوا الممتلكات ونهبوا كل ما تمكنوا من الوصول إليه.
وأشار بارنياع إلى أنه سمع عن ظواهر مماثلة في المستوطنات الشمالية قرب الحدود مع لبنان التي تم إجلاء سكانها.
وهو ما يؤكده تقرير لصحيفة “دي ماركر” الاقتصادية العبرية، إذ تقول إنه مع نهاية الشهر الأول من الحرب أوضح سكان المستوطنات بمنطقة النقب الغربي الذين تم إجلاؤهم، أن المنازل تم اقتحامها وتخريبها وسرقة محتوياتها على أيدي جنود جيش الاحتلال الذين يقيمون هناك لأغراض عسكرية.
ورغم ذلك فإن انتهاكات جيش الاحتلال امتدت لما أبعد من ذلك؛ ففي مداخلة هاتفية مع هيئة الإذاعة الإسرائيلية، كشف جندي في جيش الاحتلال أن أحد زملائه قام باختطاف رضيعة فلسطينية ونقلها إلى إسرائيل، قبل أن تقوم الهيئة بحذف المكالمة.
وفي سياق متصل، أوضح المرصد الأورومتوسطي أن مئات العائلات في غزة أبلغت عن اختفاء أطفالها عقب الاجتياح البري.