04:14 م
الخميس 15 فبراير 2024
مصراوي
منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، والتي لا تزال مستمرة توازيا مع مساع دولية للتهدئة، قضى عدد من جنود جيش الاحتلال في المستشفيات الإسرائيلية بعد أسابيع من إصابتهم في المعارك، رغم محاولات الأطباء لإنقاذهم من قاتل ظل غامضا لفترة وجيزة.
في 7 فبراير الجاري، توفي جندي إسرائيلي بعد نحو شهر كامل من إصابته بقذيفة “آر بي جي” خلال المعارك في قطاع غزة، قبل أن يصيبه التهاب حاد في أطرافه.
وأوضح نائب مدير مستشفى “سيبا” الإسرائيلي أرنون أفيك، أن الجندي الذي كان في العشرينات من عمره عانى من إصابات في الأطراف والبطن، قبل أن تتضح إصابته بالتهابات وفطريات تتم معالجتها عادة بالمضادات الحيوية التي لم تجدِ نفعا في حالته.
وكانت جمعية الأمراض المعدية الإسرائيلية أعربت قبل شهرين، عن استيائها من كمية البكتيريا والفطريات المقاومة المسببة للالتهابات للجنود الذين أُصيبوا في غزة.
وقالت رئيسة الجمعية جاليا راهاف، إن جميع التقارير التي أصدرتها المستشفيات الإسرائيلية، تٌظهر أن الجنود العائدين من المعارك في غزة مُصابين بالتهابات مقاومة، مشيرة إلى أن الجمعية ترى فيها بشكل واضح التهابات الأطراف والالتهابات البكتيرية والفطرية، مضيفة”نعلم أن هناك بكتيريا شديدة المقاومة في غزة”.
وهو ما يفسر وفاة جندي آخر قبل نحو شهر ونصف، بعدما أصابته فطريات خطيرة خلال تواجده بالقطاع، رغم أن الأطباء قاموا بتجربة كافة العلاجات المتاحة، بالإضافة إلى استيراد مضادات تجريبية من الخارج، لكن وبحسب تقارير إسرائيلية “كانت الفطريات قد نهشت جسده”.
بدورها، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية”، عن انتشار الإصابات ببكتيريا “الشيجيلا” التي تسبب مرض “الزحار”، الذي ينتج عنه التهابات معوية في القولون وارتفاع شديد في درجة الحرارة وإسهال، ما يجعلهم “غير صالحين للقتال” وفق مدير وحدة الأمراض المعدية بمستشفى “أسوتا” تال بروش.
وأشارت راهاف إلى أن السبب الرئيسي في هذه الإصابات البكتيرية هو الاتصال بالتربة والطين في القطاع، موضحة أن جمعيتها تلقت تقارير من المستشفيات تؤكد أن الجنود العائدين من غزة يحملون أنواعا مختلفة من البكتيريا شديدة المقاومة.
وأكدت راهاف أنها تشهد مثل هذه الإصابات من ذي قبل، وقارنتها بالإصابات التي تعرض لها الجنود الأمريكيون في حرب الخليج، مشددة على أن هذه المرة الأولى التي يشهد فيها الأطباء الإسرائيليون تلك الإصابات بين الجنود.