03:53 م
الجمعة 24 يناير 2025
البحيرة – أحمد نصرة:
وجدت سيدة نفسها في موقف عصيب أثناء محاكمة زوجها أمام محكمة جنايات دمنهور، بعدما تحتم عليها الاختيار، إما تبرئة شرفها أو إنقاذ رقبة شريك حياتها على حساب سمعتها.
كان الزوج يحاكم بتهمة قتل صديقه عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بعدما شك في خيانته له مع زوجته ووجود علاقة غير شرعية بينهما، وهو ما حاول الدفاع الاستناد إليه لتخفيف الحكم عن المتهم وتحويل الجريمة إلى دفاع عن الشرف.
خلال جلسات المحاكمة واجهت المحكمة الزوجة بادعاءات المتهم، فما كان من الأخيرة إلا أن فندتها وأقامت الحجة عليها لإبراء شرفها حتى ولو كانت النتيجة هي التفاف حبل المشنقة حول رقبة شريك عمرها.
ترجع أحداث الواقعة إلى مايو 2024، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة، إخطاراً من مأمور مركز شرطة أبو المطامير، بالعثور على جثة لشخص بمصرف مياه، وبها عدة طعنات.
كشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة، صديق المجنى عليه “أشرف” ، الذي اصطحبه إلى مكان الواقعة بزعم مساعدته في شراء رأس ماشية، ولدى وصولهما لموقع الحادث طعنه عدة طعنات باستخدام سلاح أبيض “سكين”، ثم ألقي بالجثمان في مياه المصرف، وكذلك الأداة المستخدمة في الواقعة.
بضبط المتهم ومواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، لوجود علاقة غير شرعية بين زوجته والمجنى عليه، وأن الهدف من ارتكاب الجريمة، دفاعا عن الشرف.
وحصل مصراوي على أسباب قرار محكمة جنايات دمنهور برئاسة المستشار سامح عبدالله بإحالة قاتل صديقه إلى مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.
وقالت المحكمة في أسباب قرارها: “إن المجني عليه راح ضحية غدر ممن أحسن إليه وأنه قام بقتله مرتين.. مرة بالطعن بسكين وأخرى بالطعن في شرفه”.
وجاء في القرار أن محكمة جنايات دمنهور أجرت تحقيقًا على مدار ثلاث جلسات تأكد خلالها يقينا لدى هيئة المحكمة أن المتهم توهم وجود علاقة غير شرعية بين زوجته وصديقه على غير الحقيقة، وذلك عقب استماع الهيئة الى أقوال المتهم الذى لم يستطيع أن يقدم الدليل على صدق أقواله.
كما واجهت المحكمة خلال الجلسات الزوجة بما قرره المتهم وما شهدت به ابنتيها فأنكرته وأقامت الحجة على كذب المتهم وافترائه على من كان يحسن إليهم، و لم تجد المحكمة إن ثمة دليل أو قرينة على صحة أقوال المتهم وثبت لديها أنها مجرد أكاذيب يحاول أن يدفع بها تبعة الجرم الآثم الذي ارتكبه.
وأشارت المحكمة فى أسبابها أن المتهم اعترف اعترافا تفصيلا أنه اصطحب المجني عليه إلى مكان ناءٍ موهماً إياه برغبته في شراء رأس ماشية ثم انهال عليه بسكين أعده وشحذه مسبقاً بمناطق قاتلة في جسده ثم دفع به إلى مجرى مائي “مصرف” ولم يبارح مسرح الجريمة إلا بعد أن تأكد أنه أزهق روحه، وعقب افتضاح أمره اعترف تفصيلاً بارتكاب الواقعة وأعاد تمثيلها أمام النيابة العامة وأرشد عن مكان جثة المجني عليه والسكين.
وعلى مدار ثلاث جلسات حاول المتهم أن يصور للمحكمة أن القتل كان بدافع الشرف لكنه عجز عن إثبات ذلك مما حدا بالمحكمة إلى أن تقرر إحالته إلى مفتى الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي فيما نسب إليه.
كانت محكمة جنايات دمنهور، أحالت أوراق صياد قتل صديقه، إلى مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة الدور الرابع من الشهر المقبل للنطق بالحكم في القضية.
اقرأ أيضا:
“قتل صديقه مرتين”.. ننشر تفاصيل قرار جنايات دمنهور بإحالة صياد للمفتي