11:54 م
الأربعاء 17 يناير 2024
مصراوي
قد تكون جنوب أفريقيا تعمدت في رفع دعواها ضد إسرائيل بمحكمة العدل الدولية، بتهمة “الإبادة الجماعية”؛ بالرغم من صعوبة إثبات ذلك، إذ أنها الطريقة الوحيدة لإخضاع إسرائيل للمثول في لاهاي، بأمل أن تصدر المحكمة قرارا ولو مؤقتا ذا تأثير ضد الاحتلال.
هكذا تناول الكاتب الإسرائيلي بي مايكل القضية في مقاله نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، موضحا أن إسرائيل استغلت دعوى جنوب أفريقيا التي تسعى للتملص منها؛ لتشتيت الرأي العام العالمي عن باقي “الفظائع” التي ترتكبها في قطاع غزة.
ووفقا لما يراه الكاتب الإسرائيلي المتهكم، فإن هذا ما تمكن الاحتلال منه بعدما حطم محاموه في العدل الدولية الأرقام القياسية الممكنة بالدفع تجاه البراءة المزعومة، بحسب تعبيره.
وتابع الكاتب في مقاله متهكما: “أطلقنا النار على الإرهابيين.. حذرنا السكان بالمنشورات.. حددنا لهم إلى أين يجب أن يذهبوا.. ونسفنا الأحياء حتى نتمكن من تطهيرها وإعادة بنائها.. وكأن الإرهابيين أقزام يختبئون خلف الأطفال أو مخنثون يستترون خلف النساء أو مصابون بهشاشة العظام يختبئون وراء كبار السن والمرضى والأطباء والصحفيين وذوي الإعاقة”.
وفي إشارته إلى كذب فريق المحامين المكلّف بالدفاع عن إسرائيل في محكمة العدل الدولية، يقول: “لو تم توصيل جهاز كشف الكذب بأحد المحامين الإسرائيليين أثناء خطاباته لانهارت شبكة الكهرباء في لاهاي، ولبقيت المدينة في الظلام حتى يومنا هذا”.
كذلك أبدى الكاتب سخريته من اختيار جنوب أفريقيا “لسبب غير واضح” أن تركز في دعواها على ما يحدث في غزة بدلا من تناول ما يحدث في جميع الأراضي المحتلة والتي تشمل غزة والقدس والضفة الغربية، إذ يرى أن الأمر يدور حول أمة واحدة يُدهس أفرادها تحت “أحذية نفس المحتل”.
كما يُعِد إنكار إسرائيل لوجود الشعب الفلسطيني لسنوات من بين “دلائل الخبث والشر”، بالإضافة إلى جهودها لطمس وجوده في الخطاب والوعي العام، والتي شملت تشريع قوانين تبيح سرقة ممتلكاته وسرقة أراضيه والتي جعلتها “عملا مقدسا”، وتابع: “حياة الفلسطيني صارت لعبة عادلة، فأصبح بإمكان أي طفل إسرائيلي يحمل مسدسا أن يطلق النار عليه متى شاء، ويكفي أن يقول (شعرت بالتهديد) ليتمتع بالحصانة”.
وتطرق مايكل إلى حرية الفلسطينيين قائلا: “حرية تنقلهم وتعبيرهم، مثل حقهم في تقرير المصير والدفاع عن النفس، كل هذا تم دهسه، وما زال يداس كل يوم، فنصف الشعب الفلسطيني تقريبا في قفص، والنصف الآخر يتعفن في ظل دكتاتورية عسكرية وظروف معيشية تبدو وكأنها أُوجدت لتثقل حياته وتجبره على للتواري عن الأنظار”.
ويؤكد مايكل أنه في حال تضمنت دعوى جنوب أفريقيا ما ذكره، لاكتسبت وزنا وزخما إضافيين، ولكشفت عن حقيقة بحتة: “هي أنه لن يحظى أحد هنا بالسلام إلا إذا حصل كل واحد منا على أرضه الخاصة، لكنه يظن أن وصفه بالعرض لم ينته بعد، إذ أن “في 19 فبرايرالقادم ستجتمع المحكمة مرة أخرى لتناقش إسرائيل، بعدما طلبت منها الجمعية العامة للأمم المتحدة استشارة تتعلق بالتبعات القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية”.