صورة اليوم.. بقايا انفجار نجمي هائل في سديم السرطان

10:00 م

الأربعاء 02 أكتوبر 2024

نشرت وكالة الفضاء الأوروبية صورة جديدة مذهلة لسحابة السرطان بألوان زاهية. وقالت إن “الصورة غير العادية أنتجت من خلال الجمع بين البيانات من التلسكوبات التي تغطي الطيف الكهرومغناطيسي بالكامل تقريبًا، من الموجات الراديوية إلى الأشعة السينية”.

قدمت مجموعة كارل جي جانسكي الكبيرة جدًا (VLA)، الملونة باللون الأحمر، معلومات عن السحابة تم جمعها في نظام الراديو.

والتقط تلسكوب سبيتزر الفضائي صورًا بالأشعة تحت الحمراء، تظهر باللون الأصفر، بينما قدم تلسكوب هابل صورًا تم التقاطها بأطوال موجية بصرية، ملونة باللون الأخضر.

تمثل الألوان الزرقاء الملاحظات فوق البنفسجية التي أجراها تلسكوب XMM-Newton التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، والألوان الأرجوانية هي بيانات إشعاع الأشعة السينية من مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لوكالة ناسا.

يحتوي سديم السرطان، الواقع في كوكبة الثور، على بقايا انفجار مستعر أعظم تم رصده لأول مرة من الأرض في عام 1054 م. وسجل هذا الانفجار علماء الفلك الصينيون.

يمتد السديم على مساحة حوالي 11 سنة ضوئية ويقع على بعد حوالي 6500 سنة ضوئية من الأرض. وهو أحد أكثر الأجرام السماوية التي تمت دراستها، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى وضعه كبقايا مستعر أعظم ساطعة وديناميكية.

يحتوي سديم السرطان على نجم نابض في مركزه، وهو نجم نيوتروني يدور بسرعة ويصدر نبضات من الإشعاع. يدور هذا النجم النابض، المعروف باسم نجم السرطان النابض، حوالي 30 مرة في الثانية وهو مصدر مهم لأشعة جاما وأشكال أخرى من الإشعاع عالي الطاقة.

يتكون السديم نفسه من بنية معقدة من الخيوط والإشعاع السنكروتروني. وتُعد الخيوط بقايا الطبقات الخارجية للنجم الأصلي، في حين تنشأ إشعاعات السنكروترون من الإلكترونات المتدفقة في المجالات المغناطيسية التي ينتجها النجم النابض.

“يحيط بالنجم النابض مزيج من المواد؛ بعضها طُرد في الأصل من النجم قبل أن يتحول إلى مستعر أعظم، والباقي طُرد أثناء الانفجار نفسه”، حسب وكالة الفضاء الأوروبية.

تطير الرياح سريعة الحركة من الجسيمات بعيدًا عن النجم النيوتروني، مما ينشط الغبار والغاز المحيط به. يمكن ملاحظة هذه الطبقات المختلفة وتعقيدات السديم في جميع الأطوال الموجية المختلفة للضوء.

وعلى مدار تاريخه، قدم سديم السرطان رؤى بالغة الأهمية في عمليات موت النجوم، وسلوك النجوم النابضة، وميكانيكا بقايا المستعر الأعظم.

كشفت مراقبته المستمرة عن تغييرات بمرور الوقت، مثل توسع خيوطه واختلافات سطوعه، ما يوفر مختبرًا ديناميكيًا للدراسات الفيزيائية الفلكية.

بشكل عام، سديم السرطان هو جسم عالي الطاقة، مما يوفر رؤى قيمة في العمليات التي تلي انفجار المستعر الأعظم.

والسدم هي من أكثر الهياكل المذهلة والمثيرة للاهتمام في الكون. إنها عبارة عن سحب ضخمة من الغاز والغبار، وغالبًا ما تعتبر حضانات نجمية حيث تولد النجوم الجديدة.

المصدر: Earth