02:39 م
الثلاثاء 20 أغسطس 2024
كتب ـ محمود عجمي:
في 7 أغسطس من كل عام، يتوافد آلاف الزائرين على دير السيدة العذراء مريم بجبل أسيوط الغربي بقرية درنكة، حاملين معهم الذبائح والنذور طلبًا لشفاعة العذراء مريم والتبرك بها؛ إذ يبدأ الاحتفال بصيام العذراء في 7 أغسطس ويستمر لمدة 15 يومًا، حيث يملأ الدير بأجواء من الروحانية والسعادة بين الزائرين.
جرجس سعيد، أحد الأهالي، يروي كيف اعتاد تقديم نذور للقديسة مريم العذراء بعد نجاح ابنه في الشهادة الثانوية العامة، ويحرص على ذلك كل عام خلال موسم صيام العذراء، أما بيتر عادل، بدوره، قدم نذر خروف للقديسة مريم طالبًا مباركتها له في خطوبته، معبرًا عن إيمانه العميق بقدرتها على تحقيق الأماني.
مينا عادل يوضح أن العديد من الزوار يأتون إلى دير درنكة خلال احتفالات صوم “السيدة العذراء”، حيث يقدمون النذور والماشية في ذكرى لجوء العائلة المقدسة إلى مغارة الدير للاختباء من بطش الرومان في فلسطين. هذا الدير يحمل في طياته تاريخًا مقدسًا، حيث لجأت العائلة المقدسة إلى مصر للاختباء من بطش الملك هيرودس الذي كان يسعى لقتل السيد المسيح.
خلال أسبوعين من شهر أغسطس، يتوافد آلاف الزائرين إلى دير درنكة للاحتفال بمولد العذراء، حيث يحرصون على أداء الصلوات والاستمتاع بالخلوات الروحية بالقرب من المغارة التي احتمت بها العائلة المقدسة وهذه المغارة تعد أقدس الأماكن داخل الدير، حيث نالت بركة العائلة المقدسة.
ومن أهم المراسم التي يحرص عليها آلاف الأقباط في صيام العذراء هي زفة أيقونات السيدة مريم العذراء والمسيح عيسى عليه السلام أو موكب الملكة، إذ يظهر القساوسة والرهبان مصطفين خلف الأيقونات في صفين، ويأتي من خلفهم الشمامسة، وتعلو أصواتهم بالترانيم والتسابيح. يتواجد في موكب “الدورة” نيافة الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، الذي يشير إلى شعب الكنيسة بالبركة والمحبة والسلام.
ولتسهيل زيارة الدير، وفر مسئولو دير السيدة العذراء بجبل درنكة سيارات خاصة لنقل الزائرين داخل الدير، وتم تركيب مصعد جديد لتسهيل صعود كبار السن إلى كنيسة المغارة بالدير، كما أعلنت الأجهزة الأمنية والتنفيذية بمحافظة أسيوط رفع درجة الاستعدادات القصوى خلال احتفالات صوم السيدة العذراء، وفرضت مديرية أمن أسيوط إجراءات أمنية مشددة لتأمين الدير، بما في ذلك وضع بوابة إلكترونية على البوابة الرئيسية للكشف عن المعادن ومنع وقوف السيارات.
وتعود أهمية دير السيدة العذراء بجبل درنكة إلى مجيء العائلة المقدسة إلى أسيوط، حيث قدمت السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام وهو طفل صغير بصحبة القديس يوسف النجار، بعد أن تركت العائلة المقدسة فلسطين واتجهت نحو مصر، ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط، ثم إلى جبلها الغربي حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة.