05:12 م
الأربعاء 05 يونيو 2024
باريس – (ا ف ب)
شرع الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء في زيارة لفرنسا حيث يشارك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في احتفالات الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي، الذي نفّذه الحلفاء في 6 يونيو 1944، مع الرغبة في إظهار الوحدة الغربية على خلفية الحرب في أوكرانيا. هذا، ويأمل بايدن في استغلال هذه الزيارة إلى فرنسا ليتميّز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن منافسه دونالد ترامب الغارق في متاعبه القضائية.
وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فرنسا الأربعاء. ولدى نزوله من الطائرة في باريس كان بانتظاره على أرض المطار رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال، على أن يزور الخميس شواطئ النورماندي (شمال غرب) لإحياء الذكرى الثمانين ليوم الإنزال، حيث سيلتقي الملك البريطاني تشارلز الثالث والمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، وكذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وبعدها سيبدأ بايدن زيارة دولة لفرنسا.
وبهذه المناسبة، سيلقي بايدن كلمة خلال الاحتفالات الرسمية على شواطئ يوتا وأوماها بيتش حيث نزل “73 ألف أمريكي شجاع” من أجل “إفساح المجال أمام تحرير فرنسا وأوروبا” حسب تعبير البيت الأبيض.
وحدة غربية
ويذكر أنه منذ الإثنين، وصل نحو خمسين محاربا أمريكيا سابقا شارك بعضهم في عملية الإنزال في 6 يونيو 1944، إلى مطار دوفيل بمنطقة النورماندي لحضور الاحتفالات. وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء على منصة إكس “فرنسا ترحّب بالأبطال”.
إلى ذلك، وفي خطوة ذات دلالات قوية، استُبعدت روسيا التي دعيت قبل عشر سنوات للمشاركة في إحياء الذكرى والحليف السابق للولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد ألمانيا النازية، بسبب غزوها لأوكرانيا.
ولم تخفِ الرئاسة الفرنسية رغبتها في إظهار الوحدة الغربية في وقت تشهد أوروبا صراعا واسع النطاق. ويفترض أن يوضح ماكرون خصوصا نياته حول احتمال إرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا.
ومن المقرر أن يلقي جو بايدن الخميس خطابا في بوانت دو أوك في النورماندي “حول أهمية الدفاع عن الحرية والديمقراطية”، وفق البيت الأبيض. وهي رسالة ينوي تكثيفها مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل
زيارة دولة
هذا، وسيقوم بايدن السبت بأول زيارة دولة له إلى فرنسا، على أن يستقبله ماكرون في الإليزيه حيث ستقام له مأدبة.
وقالت الرئاسة الفرنسية “بعد مرور 80 عاما على تحرير أوروبا، عادت الحرب إلى القارة، وسيناقش الرئيسان الدعم المستمر والطويل الأمد لأوكرانيا”.
وأوضحت “يهدف هذا التنسيق الوثيق بشأن الأزمات الدولية إلى التحضير للاستحقاقات الدولية المقبلة، خصوصا قمة مجموعة السبع” المقررة في يونيو في إيطاليا “وقمة (حلف شمال الأطلسي) ناتو” في يوليو في واشنطن.
ومن المقرر أيضا أن يطلق ماكرون احتفالات يوم الإنزال في بلومليك (بريتانييه، غرب) الأربعاء مع إحياء ذكرى مقاتلي المقاومة في بريتانييه وأول مظليي فرنسا الحرة والعديد من الضحايا المدنيين للحرب العالمية الثانية.
ويتوجه الرئيس الفرنسي بعد الظهر إلى سان لو في النورماندي حيث سيلقي خطابا يتعلّق بالضحايا المدنيين الذين سقطوا نتيجة قصف الحلفاء، إذ دُمّرت هذه المدينة بنسبة 90 % ليل 6-7 يونيو. وفي المجموع، تسبب قصف الحلفاء في سقوط 50 ألفا إلى 70 ألف قتيل مدني، من بينهم 10 آلاف في النورماندي وحدها.
كما سيكرم ماكرون مساء الأربعاء ذكرى نزلاء سجن كان الذين كان معظمهم من مقاتلي المقاومة والذين أعدمهم الألمان أثناء عملية الإنزال.
ويشار إلى أنه مع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة الأحد المقبل والتي تبدو سيّئة بالنسبة إلى معسكره، قرر الرئيس الفرنسي تمديد الاحتفالات بذكرى الإنزال هذا العام إلى ثلاثة أيام، من الأربعاء إلى غاية الجمعة.
ومن جانبه، يأمل جو بايدن في استغلال هذه الزيارة إلى فرنسا ليتميّز عن منافسه دونالد ترامب الغارق في متاعبه القضائية.
وبعد زيارة الخميس للمقبرة الأمريكية في كولفيل سور مير في النورماندي حيث سيلتقي محاربين سابقين، سيضع بايدن إكليلا من الزهور الأحد على المقبرة الأمريكية في بوا بيلو (إين) تكريما للجنود الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى. ففي العام 2018، رفض دونالد ترامب الذهاب إلى هناك بسبب سوء الأحوال الجوية وفق الرواية الرسمية.