05:02 م
الإثنين 05 أغسطس 2024
كتب- محمد صفوت:
أصبح الشرق الأوسط على برميل بارود في انتظار شرارة واحدة لإشعال نار لا يعرف أحد مداها، مع ترقب الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية زعيم المكتب السياسي لحماس في طهران، والذي سبب مقتله إحراجًا لأجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية.
على مدى أيام سرعت الولايات المتحدة من تحركاتها العسكرية في المنطقة، وعززت تواجدها العسكري بمزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة وحاملة طائرات. ودبلوماسيًا يسعى اللاعبون الرئيسيون إلى خفض التوترات بين العدوين (إسرائيل وإيران).
في محاولة لتهدئة الأجواء ومنع انزلاق الشرق الأوسط إلى حافة الهاوية وجره إلى حرب إقليمية واسعة، أجرى وفد أمني أمريكي زيارة سرية إلى طهران، وقدم عرضًا “يحفظ ماء الوجه” لتوجيه ضربة منسقة ومحددة مسبقًا تضمن عدم توسع الحرب.
موعد الهجوم
وسط ترقب الانتقام الإيراني لمقتل هنية، كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن الموعد المحتمل للضربة الإيرانية المرتقبة ضد إسرائيل، وأبلغ نظراءه في مجموعة السبع بموعد الهجوم.
تصريحات بلينكن، اليوم جاءت تأكيديًا لما كشف عنه مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أمس الأحد، بأن الضربة الإيرانية المحتملة ستكون يوم الاثنين.
وفي رسالة إلى نظرائه بمجموعة السبع، ألمح وزير الخارجية الأمريكية أن الهجوم الإيراني سيبدأ خلال 24 إلى 48 ساعة، ويتوقع أن يكون اليوم، ويعتقد أن تشارك فيه جماعة حزب الله إلى جانب إيران، على عكس هجوم 13 أبريل.
وكشفت 3 مصادر مطلعة، عن تفاصيل مكالمة جماعية أجراها بلينكن مع نظرائه بمجموعة السبع، أبلغهم فيها بضرورة التنسيق بين واشنطن وحلفائها لممارسة ضغوط دبلوماسية أخيرة على طهران للحد من قدرة الرد، وتجنب منع اندلاع حرب شاملة.
كيف تفكر إسرائيل؟
بعد اغتيال هنية، واتهام إيران إسرائيل بالوقوف وراء مقتله في طهران، رفع جيش الاحتلال حالة الاستنفار في صفوفه إلى الحد الأقصى، فرض حظر على خروج الجنود الإسرائيليين، وعززه تواجده على الحدود الشمالية مع لبنان.
وخصصت الدولة العبرية، تطبيقًا على الهواتف لاستقبال تنبيهًا في حال وقوع قصف لتل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية، وستتضمن تعليمات دفاعية حسب الموقع والقرب، وسيعمل النظام لأول مرة بعد مرور عقد من الزمن على الإعلان عن تطويره، وفق هيئة الإذاعة الإسرائيلية.
رغم محاولات التهدئة والاستعدادات والتحركات العسكرية، ذهب مسؤولون إسرائيليون، إلى التفكير في توجيه ضربة استباقية لطهران، في حال توفرت معلومات مؤكدة أن إيران تحضر لهجوم، كما كانت المعلومات متاحة في هجوم 13 أبريل الماضي.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، عن أن التفكير في الضربة الاستباقية، يعتمد على الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بعد تعزيز انتشار القوات الأمريكية، ومدها بمزيد من القوات والمعدات العسكرية.
وفي الساعات الأخيرة من الأحد، عقد رئيس وزراء الاحتلال اجتماعًا مع كبار قادة الجيش وحضره وزير الدفاع يوآف جالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ومدير الموساد ديفيد برنياع، ومدير جهاز الأمن الداخلي “شين بيت” رونين بار.
وناقش المسؤولون الإسرائيليون، الرد المحتمل في حالة تعرض أهداف استراتيجية إسرائيلية للخطر في ضربة إيرانية الانتقامية، وبحثوا سيناريوهات الرد.
وضع قادة الدولة العبرية سيناريوهات الرد على افتراض أن الهجوم من إيران وحزب الله، أمر لا مفر منه، بعد اغتيال هنية، وفؤاد شكر القيادي بالجماعة اللبنانية في بيروت.
رغم توافر معلومات في الهجوم الإيراني السابق في 13 أبريل، لم تفكر قيادات الدولة العبرية في توجيه ضربة استباقية مثلما تفكر حاليًا، على الرغم من تأكيدات المسؤولين الإسرائيليين، بأنهم لا يرغبون في الانجرار إلى حرب مع إيران وتوسيع دائرة الصراع بالشرق الأوسط.
لكن القلق في إسرائيل من كيفية الرد الإيراني، وحالة التأهب القصوى التي أعلنتها دولة الاحتلال دفعت نتنياهو كبار المسؤولين العسكريين في تفكير في رد استباقي.
تتوقف الضربة الاستباقية المحتملة، على توافر معلومات استخباراتية بشأن هجوم إيران، كما ستحتاج إلى معلومات استخباراتية متوافقة مع المعلومات الأمريكية حول هذه المسألة.
ويقول مسؤول إسرائيلي، إن الرد سيعتمد على قدرات الدولة اليهودية لإحباط الهجوم، مشيرًا إلى أن هناك مجموعة من الخيارات والمتغيرات.
ويقول الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعكوف عاميدرور، في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلي، إن توجيه ضربة استباقية ضد حزب الله “ممكنة”، لكن بالنسبة لإيران ستكون ضربة معقدة نظرًا للمسافة بين البلدين.