03:32 م
الخميس 04 أبريل 2024
(بي بي سي)
ميكا ستيفنز، طالب هولندي يبلغ من العمر 15 عاماً، بدأ بصوم شهر رمضان، ويقول إنه سيواصل ذلك طيلة الشهر.
ميكا ليس مسلماً، بل هو مسيحي يقدس تعاليم دينه، ويقول لبي بي سي نيوز عربي: “قبل عامين، بدأ شقيقي الأكبر الذي يبلغ من العمر الآن 18 عاماً، بالصيام واعتناق الإسلام سرًا، لم يكن متأكداً من ردة فعل عائلتي لأن مثل هذه الخطوة لم تحدث في عائلتنا المسيحية من قبل”.
ويتابع: “لكن بعد أن علم والداي بالأمر وتناقشا معي، رحبا بقراره. إنهما منفتحان على الحريات والثقافات المختلفة، علماً بأن والدي لا ديني ووالدتي مسيحية وأنا مثل والدتي مسيحي”.
كان شقيق ميكا مسيحيا حتى سن السادسة عشرة، لكن بعد نقاشه مع أصدقائه المسلمين وقراءة الكتب الإسلامية، اعتنق الإسلام سراً، لأنه على ما يبدو “وجد ضالته فيه” على حد قول ميكا.
صورة 1
ويشرح ميكا لـ”بي بي سي” كيف كان هو وشقيقه يتناقشان حول الأمور الدينية والتناقضات الموجودة بين الأديان لساعات قبل أن تدور مثل هذه الأحاديث بينه وبين أصدقائه المسلمين في المدرسة ومكان عمله أيضاً. ويقول إن لديه ثلاثة أصدقاء مقربين جميعهم من المسلمين الملتزمين بصوم رمضان.
ويقول ميكا إنه يصوم على الشريعة الإسلامية رغم كونه مسيحي لأن ذلك يشعره أنه مقرب إلى الله.
“الرغبة في التقرب إلى الله”
ويضيف ميكا في حديثه لـ “بي بي سي” أن الأمر بدأ من خلال تعريف شقيقه له على مبادئ الإسلام، مشيرًا إلى شقيقه هو أكثر شخص يتبادل معه النقاش حول الدين، لكن الأمر تطور لاحقًا فأصبح يضم الأصدقاء في المدرسة حتى بعض “اللادينيين” باتوا ينضمون للمناقشات حول الدين.
ويقول ميكا “أقرأ من الكتب التي بحوزة شقيقي وأحاول فهمها أيضاً خاصة لفهم بعض التناقضات التي باتت تجذبني للغوص في القراءة والبحث لمعرفة المزيد، ففي نهاية المطاف، هناك إله لجميع الديانات”.
صورة 2
ويؤكد ميكا، أنه رغم صومه واضطلاعه على الدين الإسلامي، لكنه مخلص لديانته المسيحية، “لأنني من خلال الصيام، أختبر قوة إخلاصي لله وأختبر مدى قدرتي على ضبط نفسي أمام مغريات الحياة والتخلي عن راحتي في سبيل الله والإحساس بشعور الفقير الذي لا يجد ما يسد جوعه، وشعور الامتنان للنعم التي منحنا الله إياها”.
كان شقيق ميكا يصوم سرًا في العام الأول لاعتناقه الإسلام إلا أنه بات يصوم الآن رفقة أخيه، مع احترام والديهما لاختيارهما وتوفير أجواء مريحة لهم حد قوله.
ويرى ميكا أنه لا يزال هناك الكثير ليتعلمه، لكنه في الوقت الحالي يشعر بالرضا عن الذات لأنه يحرم نفسه من أشياء يحبها ويتحمل العطش والجوع في سبيل الله من ناحية ولأنها أيضاً تبني شخصيته وتقويها وتحضرها لمواجهة تحديات الحياة في المستقبل.