08:36 م
السبت 02 سبتمبر 2023
كتب- عبدالله عويس:
بصورة مميزة، أو برسمة مبهرة، كان العشرات قد تجمعوا، صباح اليوم، داخل مقابر الإمام الشافعي، بهدف توثيق المدافن التي صدر لها قرار إزالة، أو غيرها، للحفاظ على ذلك التراث ولو في شكل صورة أو رسمة، أو حتى مقطع فيديو، ضمن مبادرة «رسم مصر».
المبادرة تهدف لتوثيق أكبر عدد من الأماكن المهمة في التاريخ المصري، وسبق أن زارت عدة أماكن، لكنها مؤخرا اتجهت إلى مقابر الإمام الشافعي، وفي حين أن مؤسس تلك المبادرة، دعا إلى تصوير وتوثيق أماكن بمقابر الإمام الشافعي، متوقعا وصول عدد محدود من الأشخاص، إذ به وفق حديثه مع نحو 500 شخص وصلوا إلى المكان، بعدما تجمعوا في ميدان السيدة عائشة، ومنه انطلقوا إلى مقابر الإمام الشافعي.
منذ 5 سنوات، اعتاد محمد حمدي، أستاذ الرسم والتصوير بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، اصطحاب الراغبين إلى الذهاب إلى أماكن أثرية مشهورة أو غير مشهورة، أو حتى أماكن تراثية، بهدف تصويرها ورسمها، ثم أنشأ صفحة تحمل اسم «رسم مصر» وتوالت الحسابات، التي ينشر عليها المواد المصورة سواء كانت فيديو أو صور أو حتى رسوم، دون تحصيل مقابل من أحد.
لم يتخطط عدد الإعجاب بالصفحة أكثر من 13 ألف حساب، ينشر عليها كافة المواد التي يتم تصويرها، من قبل القائمين على الصفحة، التي تحمل اسم المبادرة، فيما تلاقي منشوراتها تفاعلا من كثيرين، كان واضحا في وصول عشرات الأشخاص صباح اليوم من محافظات مصرية مختلفة ومناطق متعددة، ما بين دمياط وطنطا والمنوفية وغيرها من الأماكن، بحسب أستاذ الرسم والتصوير.
داخل مقابر الإمام الشافعي، كان أصحاب بعض المدافن هناك، يسمحون لكثير من الموجودين بالدخول، والتصوير أو الرسم، أو حتى التمتع بالطابع المميز لبعض المدافن، وكانت التوجيهات تقتضي ألا يقف كثيرون في مدفن واحد، بل يوزع الحضور بعضهم بعضا، وإن احتاج أحدهم شرحا فإن محمد حمدي، الأستاذ بكلية التربية الفنية يقدم الشرح لمن شاء، سواء كانت المعلومات تاريخية أو تتعلق بالعمارة.
خلال اليوم، وخلال تلك الزيارة لمقابر الإمام الشافعي، كانت هناك مواقف مؤثرة نقلتها الصفحة، حين بكت فتيات حين فكروا في خروج سكان المدافن من العاملين والمسؤولين عنها، ورحيلهم بعد هدمها، إضافة إلى مواقف أخرى مرت على كثير من الحضور تنقلها الصفحة التي تحمل اسم المبادرة.