04:53 م
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
السويس- حسام الدين أحمد:
أمام المجمع السويس الطبي قضى أهالي المصابين ليلهم ونهارهم في انتظار ذويهم، يتبادلون الأدوار في موعد الزيارة ليطمئن كل منهم على ابنه أو ابنته، بينما سجد بعضهم لله شكرا حين علم أن ما قرأه وسمعه عن وفاتهم ليس صحيحا.
غلف تلك المشاهد تكاتف أهالي السويس معهم وتقديم الدعم المعنوي والطعام الساخن، والأغطية وتخصيص أماكن لمبيت الأسر، ومشاهد للمتبرعين في صفوف أمام بنك الدم بمجمع السويس.
ضحية أم مصاب
كان عماد عبد الرحمن حضر من القاهرة للاطمئنان على ابنه “علي” 20 عامًا، الذي أصيب في الحادث بكسر بالعمود الفقري وسحجات وكدمات وجروح متفرقة بالوجه ويتلقى العلاج بالمجمع.
يقول الأب إن خبر الحادث نزل عليه كالصاعقة، وأن حالته النفسية ساءت كثيرا في ظل وجود بيانات غير رسمية متداولة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لأسماء الضحايا والمصابين، الوساوس تلعب بعقله طوال الطريق من القاهرة إلى السويس، ومع اتساع قائمة الوفيات التي جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي غلبه الحزن حتى ظن أن ابنه من بين ضحايا الحادث.
صدمة رحيل الرفاق
“لما وصلت تأكدت من نجاة علي من الموت”، ربما غريبا أن يفرح الأب لإصابة ابنه لكن الإصابة خير من الموت، هكذا فهم والد الطالب وهدأ ودعا الله أن يمن عليه بالشفاء، بينما هون على ابنه صدمة وفاة أصدقاءه في الأتوبيس، صدمة يقول عنها إنها لم تقل ألما عما تركته الإصابات في جسده.
أما نور عيسى والد الطالبة نور فحضر من الإسكندرية للاطمئنان على ابنته، كغيره من أولياء الأمور شاهد قائمة غير صحيحة للضحايا شملت اسم ابنته، لولا أن ربط الله على قلبه وتماسك حتى وصل وتأكد من إنها مصابة فقط، وعلم أن نور من بين الطالبات بالمجمع الطبي، حيث أصيبت بخلع في الكتف وكدمات وسحجات وحالتها مستقرة، فتنفس الصعداء وحمد الله على سلامتها.
سجود شكر
تحت أشعة الشمس انتظر مصطفى محمد ميعاد الزيارة ليطمئن على قريبه الطالب أحمد جابر والذي أصيب بالحادث أصيب بكسر بالعمود الفقري، يقول مصطفى أنه وأسرة أحمد حضروا من أسيوط في القطار ليطمئنوا عليه، وأن شقيق المصاب يرافقه داخل المستشفى، بينما لم يتسن له أن يراه ويطمئن عليه.
دموع أب
أمام المجمع الطبي غلبت الدموع حسين عبد الجواد حزنا على ابنه محمد الطالب بكلية الحاسبات والمعلومات، إذ أصيب بنزيف في المخ، يقول الأب إن ابنه محجوز في العناية المركزة وهو فاقد الوعي، وحالته غير مستقرة، لكن أمله كبير في أن ينجيه الله ويخرج سالما من ذلك الحادث.
ويضيف أن أهالي السويس قدموا له الطعام والعصائر وعرضوا عليه استضافتهم في منازلهم، إلا أنه رفض واكتفى بغطاء يقيه برد الليل، إذ فضل ألا يبتعد عن ابنه ليراه حين يسمح له الأطباء بذلك.
سجود شكر
القوائم غير الدقيقة لأسماء الضحايا أرهقت أهالي المصابين، بل جعل بعضهم يستقبل خبر إصابته ابنه أو شقيقه بالفرح، بعد أن ظنه متوفيا في الحادث، أحدهم افترش مصلاة أمام بوابة الطوارئ وسجد لله شكرا بعدما تأكد أن قريبه محجوز بالمجمع الطبي يتلقى العلاج وليس بين الضحايا في المشرحة.
سائق متهور
والدة الطالبة ريهام حجاج حضرت من البحيرة، استطاعت الاطمئنان على ابنتها فور وصولها، تقول الأم إن ابنتها أبلغتها أن السائق كان يقود الأتوبيس بسرعة عند وصوله لمنطقة المفارق عند نهاية المنحدر بطريق الجلالة، وحين أبلغه الطلاب في المقاعد الأمامية بانتشار رائحة الدخان واحتراق قابضات المكابح لم يهتم بذلك.
أسرتك تنتظرك
أمام بوابة العيادات الخارجية كانت أسرة عبدالرحمن عبدالتواب تنتظر موعد زيارته، يقول والد الطالب المصاب أنه وزوجته وابنه حضرا من الفيوم للاطمئنان على عبدالرحمن، “الحمد لله أخوه دخل وطمنا عليه إن شاء الله يخرج آخر اليوم”.
طعام واستضافة
قدم أهالي السويس مساعدات غذائية لأهالي المصابين الذين قضوا ليلتهم أمام المجمع الطبي، وفي الصباح حضرت مجموعات أخرى، بينهم سيدات مسنات قدموا المياه الباردة والعصائر لأهالي الضحايا أمام مشرحة السويس، ووفروا لهم أماكن للمبيت إلا أن أنهم رفضوا أن يبرحوا مكانهم قبل الاطمئنان على ذويهم.
كما قدم أعضاء المجتمع المدني في السويس أيضا الدعم لأهالي المصابين حيث وفروا لهم الطعام والأغطية خلال الليل، وعرضوا استضافتهم في أماكن مخصصة لهم، فلم يرح أحدا مكانه إلا قليل منهم، وفضل أكثرهم أن يقضى وقته في انتظار استلام الجثمان، أو زيارة ابنه أو ابته المصابة.
قائمة انتظار لمتبرعين
أمام بنك الدم بمجمع السويس الطبي تسابق الطلاب للتبرع بدمائهم وتقديم الدعم المعوي لزملائهم المصابين في الحادث، كما طالبوا من الجهات المعنية ضرورة خضوع سائقي الأتوبيسات التي تنقل الطلاب والموظفين والعمال بمنطقة السخنة والجلالة لتحليل المخدرات للتأكد من عدم تعاطيهم مواد مخدرة، مع التأكد من سلامة الحافلات المستخدمة في النقل بالجلالة والسخنة.
وكان مرفق إسعاف السويس قد تلقى بلاغًا من قائدي السيارات يفيد بانقلاب الأتوبيس على طريق الجلالة – السخنة، في اتجاه السويس، عند مفارق الطريق أمام محطة تموين السيارات.
وجه مدير مرفق الإسعاف، بإرسال 21 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث لتقديم الرعاية الطبية الفورية، وتبين من المعاينة المبدئية أن الأتوبيس يحمل لوحات رقم “أ. ق. م” 2376، وكان في طريق العودة إلى السويس، ويستقله طلاب جامعة الجلالة، وأن السرعة الزائدة كانت السبب وراء انقلاب الأتوبيس، وأسفر الحادث عن مصرع 12 وإصابة 29 آخرين وفقا لبيان النائب العام.
اقرأ أيضا
التحفظ على سائق أتوبيس حادث الجلالة وخضوعه لتحليل مخدرات-صور
50 من طلاب جامعة الجلالة.. تفاصيل جديدة في حادث طريق “السخنة – الجلالة”