02:04 م
الثلاثاء 22 أغسطس 2023
كتبت- سلمى سمير:
جمع أغراضه وأدواته بعدما أنهى عمله متوجهًا إلى ساحل مدينة هرقلة التونسية لم يكن يعرف أنه وجهته الأخيرة. فوقف يتأمل موج البحر للحظات قبل أن يعود إلى دوامة عمله في مهنة البحث عن المتاعب لكن أمواج البحر كان لها رأي آخر في تلك اللحظة برغبتها في سحب الصحفي النشيط إلى دوامتها بدلا من دوامة العمل.
استعد توفيق إلى الرحيل قبل أن يسمع صرخات استغاثة طفلة 7 سنوات تصارع أمواج البحر القوية تحاول سحبها إلى داخل بحر مضطرب تسبب في غرق العشرات منذ بداية الصيف ليعود إليها ساحبا فكرة مغادرة الشاطئ من تفكيره.
جسارة الرجل الخمسيني سبقته إلى البحر غير مبال بمخاطر البحر المضطرب ليسبح إلى قدر محتوم انتظره في ثنايا البحر لكنه تمكن قبلها من إنقاذ الطفلة وإعادتها إلى أحضان أبيها ليسمع الاستغاثة الثانية ليدرك أن شقيق الفتاة كان يغرق هو الآخر فيعود للموج حيًا مرة أخرى وأخيرة ويعيد الفتى إلى أبيه.
عاد توفيق إلى شاطئ البحر مصارعا الموت يحاول التقاط أنفاسه الأخيرة بعدما امتلأت رئتاه بمياه البحر خلال إنقاذ الطفلين فتبوء كل محاولات وحدات الحماية المدنية بالفشل معلنين ارتقاء روحه بسبب نزيف داخلي حاد واستنشاقه الكثير من مياه البحر.
ونعت إذاعة “جوهرة إف إم” التونسية وفاة الصحفي العامل بها معربة عن “بالغ حزنها لوفاة الفقيد وأن يلهم الله أهله الصبر والسلوان”.
ونعى المسؤول بالحماية المدنية، وفاة الصحفي العامل بها بأشد عبارات الأسى قائلة “إن الفقيد معدن نادر اندفع بكل ما أوتي من قوة لإنقاذ روح بشرية بمشاعر إنسانية عالية”.
يشار إلى أن حالات الوفاة جراء الغرق بلغت 73 وفاة منذ بداية شهر يوليو حتى منتصف أغسطس الحالي، وفقًا لإحصاء الحماية المدنية التونسية.