06:11 م
الخميس 11 أبريل 2024
حوار- محمد عمارة:
رسم رجل الأعمال طلال أبوغزالة، ملامح المرحلة المقبلة في مصر من الناحية الاقتصادية والمجالات التي يمكن التركيز عليها من أجل النهوض بالأوضاع الحالية، فضلا عن تحديد أفضل المجالات التي يمكن استثمار أموال صفقة رأس الحكمة فيها.
وقال “أبو غزال”، في حوار مع مصراوي، إن ما تقوم به مصر عمل عظيم، فالمشاريع الاستراتيجية والعملاقة تعني خلق فرص عمل كبيرة وسريعة للشباب، وتقضي على البطالة.
وإلى نص الحوار.
– لماذا قلت مجددًا رغم الأزمات إن الاقتصاد المصري سيكون ضمن أكبر اقتصادات العالم خلال سنوات؟
أنا لست متنبئًا ولا منجّمًا، أنا تلميذ يقرأ ويدرس التقارير والدراسات والوقائع ويحللّها، ولذلك قلت إن الاقتصاد المصري سيكون السادس عالميا في العام 2030، فبالرغم من الأزمات التي يمرّ بها كلّ العالم وليست مصر وحدها، فإن الأهم هو كيف نتعامل مع الأزمات، فالقيادة المصرية ركّزت في سياستها على شراء المستقبل وليس الحاضر كما تفعل بعض الدول التي تبيع مستقبلها بحاضرها، وذهبت باتجاه تجهيز بنية تحتية في مختلف القطاعات ستكون عماد الاقتصاد المصري، وستجعل من مصر مقصدا لكلّ المستثمرين، ولذلك أنا أكثر إصرارا على أن اقتصاد مصر سيكون السادس عالميا في 2030.
– برأيك، ما مميزات اقتصاد مصر التي لا تملكها أي دولة أخرى؟
هناك عدة مميزات للاقتصاد المصري، فالبنية التحتية تطوّرت بشكل كبير جدا في مصر، وهذا لا يتعلّق بالبنية التحتية الانشانية من طرق ومبانِ، بل وبنية تحتية تشريعية، وشبكات اتصال وتواصل أرضي، وبنية تحتية رقمية، وبنية تحتية تؤسس لربط النظام العالمي بالنظام المصري.
وعندما نتحدث عن مصر تحديدًا، فنحن لا نتحدث عن بنية تحتية متميزة فقط، بل وسوق كبيرة ومجتمع فتيّ يشكّل قوة عاملة نابضة، وأيدٍ عاملة ماهرة.
– كيف ترى مشروع رأس الحكمة.. اقتصاديًا وسياسيًا؟
ما تقوم به مصر عمل عظيم، فالمشاريع الاستراتيجية والعملاقة تعني خلق فرص عمل كبيرة وسريعة للشباب، وتقضي على البطالة. أنا لم أطلع على التفاصيل الكاملة لمشروع “رأس الحكمة”، فإذا كان الهدف سياحي فهذا عمل عظيم، لكني كنت أتمنى أن نرى ملتقى للاختراع والابتكار، أو أن تكون على غرار سيلكون فالي في الولايات المتحدة، أي أن يكون ملتقى لشركات تكنولوجيا المعلومات والشركات التي يجري تأسيسها للاختراع والابتكار. وبشكل عام فإن مشروع “رأس الحكمة” من شأنه تنشيط عدة قطاعات اقتصادية هامة، وتوفير عوائد تمكّن الدولة من الانفاق على القطاعات الرئيسة مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.
– إذا تمّت استشارتك في بقاء حكومة الدكتور مصطفى مدبولي من عدمه، بماذا تنصح؟
في البداية لابدّ من التأكيد على أن هذا شأن مصري داخلي، لكنني أعتبر مصر بلدي فأنا قومي عربي في الأساس، الدكتور مدبولي تولّى قيادة الحكومة منذ نحو 6 سنوات، وقد تمكّن خلالها من ترجمة وتنفيذ رؤى الرئيس السيسي، وبالنظر إلى خبراته العلمية والعملية، نجد أنه خبير في مجال تخطيط المدن والتخطيط العمراني، وهذا متسق مع رؤية القيادة باستكمال بناء البنية التحتية التي تشكّل ميزة من شأنها النهوض بالاقتصاد المصري.
– وسط موجات التضخم الحالية، بم تنصح المصريين وفي أي وعاء يدخرون أموالهم، ذهب أم عقارات أم ماذا؟
هذا موضوع جدلي، فكلّ من الذهب والعقار يُسعّر بالدولار، فأنت عندما تشتري الذهب أو العقار يتمّ تسعيره بالدولار، هي كلّها عملة قياس وعملة احتياط، وما سيتقرر بشأن الدولار سينسحب على الذهب وغيره.
– لو كنت مستشارًا للحكومة، ما نصيحتك بشأن إنفاق أموال صفقة رأس الحكمة؟
هذا أيضًا شأن داخلي مصري، لكن إن استشارتني الحكومة فإنني أرى دائما أن هناك اجتهادات لا خطأ فيها، على رأسها مواصلة تطوير البنية التحتية في البلاد، بالإضافة إلى أن هناك مجالات لا خسارة فيها، بل إن الاستثمار فيها مكسب لأي بلد؛ التعليم، والصحة، والتكنولوجيا والتحول الالكتروني.
في أي مجال تنصح رجال الأعمال بالاستثمار في مصر؟
بداية أنا أنصح بالاستثمار في مصر بشكل كبير، فالاقتصاد المصري يفرض نجاحه ومناخ الاستثمار هنا متميز للغاية وقوانين الاستثمار مستقرّة، وهناك تسهيلات استثمارية، كما أن السوق المصري كبير وعدد السكان كبير والأيدي العاملة الماهرة متوفرة، وهناك العديد من الفرص الجاذبة، خاصة في قطاع التكنولوجيا، وأنا شخصيا أقوم بالتوسع فى السوق المصرية. أما المجالات التي أنصح بالاستثمار فيها فهي (الغذاء، والدواء، والتقنية) لأن الانسان لا يمكن أن يستغني عن الغذاء، والدواء أمر أساسي في حياة الانسان أيضا، وأما التقنية فهي الحاضر والمستقبل، والثروة الحقيقية فهي في الاستثمار بالمعرفة والفكر والابتكار والتقنية.
– الآن، يبدو أن مصر ستحاول كبح جماح التضخم باعتباره الأزمة الأم، ما الإجراءات التي تنصح الحكومة باتخاذها في هذا الشأن؟
ليست مصر وحدها التي تعاني من التضخم وتحاربه، فالعالم اليوم يعيش حالة فريدة تتمثّل بوجود مشكلتين؛ الغلاء والكساد، وهنا أشير إلى اجراء مهم اتخذته الولايات المتحدة، حيث أصدر الكونغرس في عام 2022 قانونا لمكافحة التضخم، يقوم على فرض اجراءات حمائية للمنتجات والخدمات الوطنية بأي طريقة كانت، سواء كان ذلك من خلال فرض عقوبات على المنافسين أو فرض حواجز جمركية عليهم أو تقديم تسهيلات للمنتجين المحليين.
– كيف ترى تجربة الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية، وما المطلوب مستقبلا؟
تجربة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر خلال السنوات الماضية كانت مُلهمة في البناء والتنمية، وقد حقق إنجازات غير مسبوقة في مجال البنية التحتية التي ساعدت مصر على التعامل مع الأزمات العالمية بإيجابية عالية، وأتمنى على الرئيس السيسي تركيز جهود حكومته على تأمين الاكتفاء الذاتي في ثلاثة مجالات أساسية للانسان (الغذاء، والدواء، والعلم)، فتحقيق الأمن الغذائي والأمن الدوائي والأمن التقني محليّا أمر واجب، حتى لو كانت كُلف الانتاج محليّا أغلى من شرائها.
– كيف تساعد مصر اقتصادها بتوفير موارد دولارية بشكل مستمر؟
الأمر الأكثر أهميّة هو بناء أرضية لاقتصاد قويّ ومتين، وذلك من خلال بناء البنية التحتية القوية في مختلف المجالات، وتعزيز كلّ ما يلزم من أجل بناء الاقتصاد.