05:17 م
الخميس 08 أغسطس 2024
كتب- محمود الطوخي
مع تصاعد التوترات وتردي الأوضاع الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، يترقب العالم الرد الإيراني الانتقامي على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، واحتمالية مشاركة حزب الله في الرد الإيراني ثأرًا لمقتل رئيس أركان الجماعة اللبنانية فؤاد شكر.
لكن التقديرات الإسرائيلية ترجح أن حزب الله في لبنان هو من سيبدأ هجومًا منفصلاً عن إيران خلال الأيام القليلة المقبلة، وفق القناة 12 العبرية.
وتتوافق التقديرات الإسرائيلية مع تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله؛ إذ قال في بيان صحفي خلال مراسم تأبين شكر، إن رد الجماعة اللبنانية سيكون منفردا أو في إطار رد جامع من محور المقاومة بالكامل، مؤكدا في الوقت نفسه أن “الرد سيكون قويا وفاعلا”.
وفي إطار الاستعدادات الإسرائيلية للهجمات الانتقامية المحتملة من قبل حزب الله اللبناني وإيران، وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي كافة وحدات الاحتياط في حالة تأهب قصوى وخاصة في المنطقة الشمالية قرب الحدود مع لبنان، وفق صحيفة “معاريف” العبرية.
مخاوف من توغل بري
وقال مسؤولون إسرائيليون أمنيون للصحيفة، إن “أعيننا على الأرض وليست بالسماء ونستعد لمحاولات تسلل وسيناريوهات غير متوقعة”.
محاولات التسلل التي أشار إليها المسؤولون الإسرائيليون ربما تستند إلى تقرير نشرته صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، أواخر فبراير الماضي، يتحدث عن شبكة أنفاق “أكثر تطورا من نظيرتها في غزة” شيدها حزب الله بمساعدة خبراء من كوريا الشمالية.
وألمح المسؤولون الأمنيون في تصريحهم لـ”معاريف”، إلى أن جيش الاحتلال لا يستبعد أن ينفذ حزب الله اللبناني عمليات تسلل إلى الداخل الإسرائيلي ضمن هجومه الانتقامي المحتمل.
من جانبه، وضع حزب الله قبل وقت طويل خيار تنفيذ اختراق بري للحدود الإسرائيلية ضمن خططه المحتملة للهجوم على دولة الاحتلال، إذ بثت الجماعة اللبنانية مع بداية العدوان على غزة في أكتوبر الماضي، عبر منصة “إكس”، مقطع فيديو يحاكي هجوما على منطقة الجليل الأعلى بالشمال الإسرائيلي، ينفذه عناصر وحدة “الرضوان” الخاصة عن طريق نفق ممتد من لبنان.
أنفاق معقدة ومتشعبة
وفي يناير الماضي، أكد باحثون إسرائيليون وجود ممرات ضيقة تسمح لعناصر حزب الله تنفيذ هجمات على القواعد العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب أنفاق أكثر اتساعا “تكتيكية” مناسبة لإطلاق صواريخ باليستية من تحت الأرض، بحسب تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
إلى جانب ذلك، كشف مركز “ألما” العبري للبحوث الأمنية، عن وجود أنفاق مفخخة أسفل عدد من المواقع الإسرائيلية الاستراتيجية؛ التي قد تتسبب في انهيارات أرضية وزلازل إذا ما تم تفجيرها.
وتأكيدا لذلك، أعلنت إسرائيل عام 2018 اكتشاف 6 أنفاق على عمق يصل لنحو 40 مترا أسفل الخط الفاصل على الحدود مع لبنان، تمتد لمئات الأمتار دون الوصول إلى السطح.
عمليات استخباراتية
لم يتوانى حزب الله اللبناني عن تنفيذ مهمات استطلاع لجمع معلومات استخباراتية، وإحداثيات مواقع عسكرية إسرائيلية منذ اندلاع الاشتباكات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في 8 أكتوبر الماضي.
وتوفر تلك العمليات حزمة بيانات استراتيجية للجماعة اللبنانية، إذ تتيح لها استهداف عدد من المواقع الإسرائيلية العسكرية والأمنية التي حددت إحداثياتها بشكل دقيق.
“ما رجع به الهدهد”
وكشف الحزب اللبناني، عن أول عملية في 18 يونيو الماضي، بعدما نشر مقطع فيديو بعنوان “ترقبوا.. ما رجع به الهدهد” لمشاهد صورتها مسيّرة “الهدهد-1” لمواقع استراتيجية حساسة في مدينة حيفا شمالي إسرائيل.
*الجزء الأول من مشاهد إستطلاع جوي لمناطق في شمال فلسطين المحتلة عادت بها طائرات القوة الجوية في المقاومة الإسلامية*#الهدهد pic.twitter.com/H6JpI9zwCf
— الخـAlkhatriــاطري (@Alkhatri987) June 18, 2024
وقام الإعلام الحربي التابع للجماعة اللبنانية الموالية لإيران، في 9 يوليو الماضي، ببث مشاهد التقطتها مسيرة استطلاع “الهدهد-2” لـ6 مواقع عسكرية استراتيجية بمنطقة الجولان السوري المحتل شمالي إسرائيل.
⭕️ ✈️ #الهدهد 2 | إستطلاع جوي لقواعد استخبارات ومقرات قيادية ومعسكرات في الجولان العربي السوري المحتل عادت بها طائرات القوة الجوية في المقاومة الإسلامية
🎥 مشاهد صادرة عن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية “حزب الله”
— iBra 💉 إبرة ® (@ib_reb) July 9, 2024
وذكرت قناة “المنار” التابعة لحزب الله، أن المشاهد تضمنت عمليات استطلاع لقواعد استخبارات ومقرات قيادية ومعسكرات في الجولان العربي السوري المحتل.
بالإضافة إلى ذلك، نشر الإعلام الحربي لحزب الله، في 24 يوليو الماضي، مشاهد جديدة التقطتها مسيرة “الهدهد-3” لقاعدة “رامات ديفيد” الجوية التي تبعد نحو 50 كيلومترا فقط عن الحدود اللبنانية، بما فيها من مقاتلات حربية ومروحيات، وطائرات النقل والإنقاذ، وطائرات الاستطلاع.
هدهد حزب الله قام بالأمس برصد قاعدة رامات دافيد الجوية الاستراتيجية للعدو الاسرائيلي وهي
القاعدة التي انطلقت منها الطائرات المعادية التي شنت عدوانً على ميناء الحديدة اليمنيِ .pic.twitter.com/Jp86waoYyF— 21 سبتمبر (@yemen42421) July 24, 2024