02:44 م
الثلاثاء 17 أكتوبر 2023
اشتهر الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي باستخدامه أساليب ومواد غير تقليدية في لوحاته، وما زال العلماء يكتشفون المزيد عن ابتكاراته، وآخرها مزيج من الأصباغ السامة في لوحة الموناليزا.
وفحص باحثون من فرنسا والمملكة المتحدة عينة مجهرية صغيرة مأخوذة من زاوية مخفية في لوحة الموناليزا، واستخدموا مجموعة متنوعة من تقنيات الأشعة السينية والتصوير الطيفي بالأشعة تحت الحمراء لتحديد المواد المستخدمة.
ولم يعثر الفريق على النفط والرصاص الأبيض فحسب – كما كان متوقعًا – بل وجد أيضًا مركب البرمبوناكريت النادر (Pb5(CO3)3O(OH)2)، حسب بحث نشر في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية.
يتكون البلمبوناكريت عندما يتفاعل الزيت مع أكسيد الرصاص (II) (أو PbO) معًا، ما يشير إلى أن دافنشي استخدم المركب الأخير.
وكتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: “من المحتمل أن ليوناردو سعى إلى إعداد طلاء سميك مناسب لتغطية اللوحة الخشبية للموناليزا عن طريق معالجة الزيت بكمية عالية من أكسيد الرصاص (II)، PbO”.
وعثر على نفس مركب PbO في عدة عينات مجهرية مأخوذة من سطح لوحة العشاء الأخير، وهي لوحة شهيرة أخرى لدافنشي. ومع ذلك، فإن الإشارات الوحيدة إلى ذلك المركب في كتابات الفنان الإيطالي كانت تتعلق بعلاجات البشرة والشعر.
على الرغم من أنه لم يتم تضمينه في كتاباته، يبدو أن دافنشي استخدم أكسيد الرصاص الثنائي كطبقة أرضية. إنه شيء تم افتراضه من قبل، ولكن لدينا الآن المزيد من الأدلة المباشرة عليه، وفقا لموقع ساينس ألرت العلمي المتخصص.
ويرجح أندلفنشي لجأ إلى تسخين أكسيد الرصاص الثنائي وإذابته في زيت بذر الكتان أو الجوز، ما أدى إلى إنتاج خليط أكثر سمكًا وأسرع جفافا من الدهانات الزيتية التقليدية – وهي وصفة تم استخدامها بعد ذلك من قبل فنانين آخرين.
واكتشفت نفس مادة البلبوناكريت في لوحة دورية الليل التي رسمها رامبرانت عام 1642، أي بعد قرن ونصف تقريبًا من لوحة الموناليزا. وهذا يشير إلى أن الفنان الهولندي استخدم أسلوبًا مشابهًا لدافنشي.
يعد هذا الاكتشاف شهادة على الإبداع المستمر لليوناردو دافنشي، الرجل الذي حقق العظمة ليس فقط في لوحاته، ولكن أيضًا في العديد من المجالات الأخرى – بما في ذلك الرياضيات والكيمياء والهندسة.
وقال الكيميائي فيكتور جونزاليس، من معهد أبحاث الكيمياء في باريس في فرنسا، لوكالة أسوشيتد برس: “لقد كان شخصًا يحب التجربة، وكل لوحة من لوحاته مختلفة تمامًا من الناحية الفنية”.