12:15 م
الثلاثاء 10 ديسمبر 2024
كتبت- سلمى سمير:
مع سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كشفت شهادات الناجين من السجون السورية عن فظائع مروعة هزت العالم، مع تعرض عشرات الآلاف من المعتقلين لأساليب تعذيب غير مسبوقة، شملت الجلد، الاغتصاب، وحتى إجبار السجناء على تقليد الحيوانات في ممارسات تعكس وحشية لا حدود لها.
عروض “هتلر”
ونقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، عن بعض الناجين شهاداتهم بعد إطلاق سراحهم، وبينه معتقل من سجن المزة العسكري، الذي قال إنه إنه كان يوجد ضابط يُلقب بـ”هتلر” يجبر السجناء على أداء عروض “ترفيهية” أمام ضيوفه.
وكان المعتقلون يتم إجبارهم على التصرف ككلاب أو حمير أو قطط، ويتعرضون للضرب والتعذيب بطرق شنيعة إذا أخفقوا في تنفيذ أوامر الحراس، مثل تعليقهم عراة على الأسوار ورشهم بالماء البارد في ليالي الشتاء القاسية.
اعتقال شامل وتعذيب ممنهج
لم يقتصر القمع على المعارضين السياسيين فحسب، بل شمل نشطاء حقوق الإنسان، والأطباء الذين عالجوا المصابين، وحتى أقارب المعتقلين.
ووفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، تعرض أكثر من 157 ألف شخص للاعتقال أو الاختفاء القسري منذ عام 2011، بينهم آلاف الأطفال والنساء، كما وثقت الشبكة السورية 72 أسلوبًا مروعًا للتعذيب في سجون النظام، حيث كشفت الشبكة عن تفاصيل صادمة تتعلق بوسائل التعذيب الممنهج التي يستخدمها النظام السوري داخل مراكز الاحتجاز.
ومن أبرز هذه الأساليب، استخدام الصعق الكهربائي على الأعضاء التناسلية، وتعليق السجناء بأوزان ثقيلة لإلحاق أقصى درجات الألم، كما تضمنت الانتهاكات إشعال النار باستخدام الزيت أو القضبان المعدنية والبارود، إضافة إلى رش مبيدات حشرية قابلة للاشتعال على أجساد السجناء.
ولم تتوقف هذه الانتهاكات عند حدود الإيذاء الجسدي المباشر، بل وصلت إلى سحق رؤوس المعتقلين بين الجدران والأبواب، وإدخال الإبر أو الدبابيس في أماكن حساسة من الجسد، كما تُرك السجناء يعانون من الحرمان الكامل من الملابس والنظافة الشخصية، إلى جانب عدم توفر مرافق أساسية مثل الاستحمام والمراحيض.
ووثق التقرير وفاة أكثر من 15 ألف شخص تحت التعذيب، وتعرض المعتقلون لـ72 نوعًا مختلفًا من الانتهاكات، من بينها الحرق، والصعق بالكهرباء، وسحق الرؤوس.
العنف الجنسي
أفادت مريم خليف، التي احتُجزت بسبب تقديم إمدادات طبية للمعارضة، في حديثها للصحيفة البريطانية، عن تعرضها للاغتصاب المتكرر داخل السجن، وذكرت أن الفتيات الجميلات كن يُجبرن على الذهاب إلى رئيس فرع 320 التابع لأمن الدولة السوري في حماة، العقيد سليمان جمعة، حيث يتعرضن للاعتداء الجنسي.
احتجزت مريم في زنزانة صغيرة في الطابق السفلي تبلغ مساحتها 3 أقدام مربعة فقط، حيث احتُجزت مع 6 نساء أخريات في ظروف غير إنسانية، وبحسب شهادتها فقد طال العنف الجنسي حتى الأطفال والرجال في سجون النظام.
قام الحراس بتعليق مريم على الجدران وضربها بعنف، كما شاهدت معتقلاً يعاني من الجوع الشديد، فقام الحراس بإهانته بوضع البراز على وجهه، وأكدت مريم أن النساء كانوا يتعرضن بشكل متكرر للاغتصاب كجزء من حملة عنف جنسي ممنهجة.
صيدنايا: مسلخ بشري
أما سجن صيدنايا، فقد وُصف بأنه “مسلخ بشري” في تقرير لمنظمة العفو الدولية حيث شهد هذا السجن إعدامات جماعية، حيث أُعدم ما بين 5000 و13 ألف معتقل بين عامي 2011 و2015.
عمليات الإعدام كانت تُنفذ في ليالي محددة، بعد محاكمات صورية لا تستغرق سوى دقائق.
كما عانى الناجون من ندوب نفسية وجسدية دائمة، كانوا يُجبرون على العيش في ظروف غير إنسانية، في زنازين صغيرة مكتظة بأعداد كبيرة من السجناء معصوبي العينين.
وفي شهادات المعتقلين، قالوا إنه بسبب التعذيب اليومي، أصبحوا قادرين على التمييز بين أنواع أدوات التعذيب وطرق استخدامها.