12:09 ص
السبت 07 أكتوبر 2023
كفر الشيخ – إسلام عمار:
بعد 50 عامًا من مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة وكلما يتذكر لحظات العبور يدخل علي محمد أحد أبطال تلك الحرب المجيدة في حالة سعادة غامرة ممزوجة بدموع حب مصر.
“بترجعوني لأحلى أيام حياتي.. رغم مرور 50 سنة على أعظم حدث في مصر ولكني أتذكره دائمًا وكأنه مر منذ 5 دقائق.. ماحدش يعرف يعني إيه كلمة انتصار ولا يحس بطعمها إلا من شارك، ويفضل يرجع لأهله جثة في سبيل بلده”.. بتلك الكلمات تحدث علي محمد عبدالله خفاجي”، 72 عامًا، فلاح من قرية جماجمون التابعة لمركز دسوق في كفر الشيخ، وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة لمصراوي مستعيدًا ذكريات نصر أكتوبر.
يستعيد عم علي ذكريات الحرب عند بداية التحاقه بالتجنيد بالقوات المسلحة المصرية في عام 1972، وانضم إلى سلاح مهندسين “م.ع ك 250″، في عمر 21 عامًا، وانتقل لقوات الجيش الثانى بمنطقة سرابيوم بالإسماعيلية، الشهيرة بجنائن المانجو، وذلك قبل حرب 6 أكتوبر بحوالي 5 أشهر.
وكشف عن أجواء ما قبل حرب أكتوبر، حين كانوا يتلقون أقوى وأعنف التدريبات، وجميعها كانت تدريبات قتالية، موضحًا أن القادة كانوا يحثونه دائمًا مع زملائه على اغتنام الفرصة جيدًا، وتحقيق النصر من خلالها وكل ذلك ولم يدري أو يبالي باعتزام قيام حرب لطرد العدو الصهيوني من أراضي سيناء الطاهرة.
وأوضح أنه رغم تلقيهم تدريبات قتالية لكن في الوقت ذاته، كان قادتهم يوجهونههم بممارسة المرح واللهو وكل أعمال الترفيه، والهدف من ذلك عدم شعور الجنود الأسرائيليين، الذين كانوا يراقبونهم، لكن بعد اندلاع حرب السادس من أكتوبر عام 1973، تبين لهم أنها كانت مجرد خطة لخداع الجيش الإسرائيلي.
وكشف أن المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، زار كتيبته والتقى بجميع أفرادها وكان يناديهم بالوحوش أو بالأبطال، خلال لقائه معهم، للشد من أزرهم، وكيفية التصميم على تحقيق الغرض.
وأردف عم علي قائلا: “المشير أحمد إسماعيل كان بيقولنا الجندى المصرى يا أبطال إذا صمم على شيئًا فلابد أن يحققه مهما كلفه ذلك حياته”، وبعد ذلك وزع علينا الهدايا عليهم وكانت هديتي من المشير إسماعيل “طقم شربات” .
وحول الاستعداد للحرب يشير إلى أنه فى يوم الجمعة 5 أكتوبر 1973 وتحديدًا فى الساعة الثامنة مساء، تلقي كل أفراد الكتيبة أوامرًا من قائديها وهما العقيد محمد عبد الرحيم فتح الباب، والرائد خميس الشمارلى، الانتقال لمنطقة القنال للمبيت فيها، وتلقوا وجبة السحور وكانت عبارة عن عدس أو فول وجبنة من الصعب وجودها الآن بحسب قوله، و3 أرغفة لكل فرد.
وقال عم علي: “بعد كده فى صباح يوم السبت السادس من أكتوبر 1973، حضر أحد الدعاة، قادمًا من التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة، بيقولنا محاضرة، تناولت الثأر من أي عدو ولابد من طردهم طالما يغتصبون الأرض، عن طريق الجهاد والكفاح والإصرار والعزيمة على عودة الحق”.
وعن لحظة الحرب نفسها والعبور، يقول:”أنه فى ذلك الوقت كنا لا نعلم بميعاد الحرب، وفى الساعة 12 ظهرًا تلقينا الأوامر لكل أفراد الكتيبة بالاستعداد والتأهب، وفى الواحدة والنصف أبلغونا قادتنا، وقالوا لنا “يلا يا وحوش إحنا فى مهمة شاقة”، وبعد منها بحوالى 25 دقيقة ونحن ننتشر، رأينا الطيران المصري يحلق فوق سماء سيناء ودارت الحرب وحققنا النصر وقهرنا الجيش الإسرائيلي”.
ولفت إلى أنه تعرض لإصابة أثناء حرب أكتوبر عند مهاجمتهم كيانات العدو وأسر بعضهم نتيجة انفجار لغم فيه وأسفر عن بتر ساقه اليسرى، وبعض الإصابات فى القدم اليمنى بشظايا، ووفق ذلك أمر الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعلاجه ومجموعة الجنود الذين تعرضوا للإصابة في الحرب بالخارج بحسب تخصص كل دولة في مجالها الطبي.
وقال إنه جرى علاجه في أحد المستشفيات ببولندا ومكث فيه فترة 8 أشهر لعلاجه فيه بداية من إجراء عملية البتر وتنظيف مكان العملية، وإجراء العلاج الطبيعي وخلال تلك الفترة تعرف على طبيبة بولندية تعمل في المستشفى ونشأت بينهما علاقة قوية وصلت إلى حد تبادل الخطابات بينهما يحتفظ ببعضها لغاية الآن رغم مرور 50 عامًا على انتصار أكتوبر.