01:29 م
السبت 08 يونيو 2024
كتب- محمود مصطفى أبوطالب:
قال الدكتور أحمد معبد عبد الكريم عضو هيئة كبار العلماء، إن كلمة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في مؤتمر السنة أبرزت مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومكانة سنته، ليس عند المؤمنين به فحسب ولكن عند المنصفين ممن قرأ سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) وعرفوا من أي منزع ينزع، ومن أي منطلق يأتي.
وأضاف خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأوقاف الأول للسنة النبوية المشرفة بعنوان: السنة النبوية بين الرواية والدراية والفهم المقاصدي، أن موضوع هذا المؤتمر: “السنة النبوية بين الرواية والدراية والفهم المقاصدي” يحمل الكثير من المعاني، فالرواية تعني أن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- تتميز بأن كل واحد منا يستطيع أن يروي بالإسناد ستة وعشرين شخصًا حتى يصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو ما جعل العلماء يقولون: “الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء”،.
وأوضح أن الإسناد هو الطريق المعصوم من كل تضعيف ومن كل تزييف ومن كل كذب، والذي وصل الدين الإسلامي لنا عن طريق الإسناد، وهذه خصوصية خاصة بدين الإسلام وحده، ويحتفظ بها المسلمون نقية سليمة، فكان الحديث الواحد يروى بهذا الإسناد، وكان الإمام مالك عندما يجلس في الحرم النبوي يذكر نافع عن ابن عمرو ثم يقول عن صاحب هذا القبر، وهو ما يشير إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يؤكد أنه -صلى الله عليه وسلم- باق بيننا لا يفصله عنا إلا الزمن، مبينًا أن آثار الوحي الشريف مازالت موجودة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالإسناد هو الطريق لوصول الدين إلينا ونطبقه في التزامنا بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- بروايتها على مدار أيامنا.
وأكد أن الإسناد مازال محفوظًا ورجاله معروفون وقد تلقته الأمة بالقبول لا يقبل الإنكار، مشيدًا بدور الدكتور محمد مختار جمعة في إحياء كتب السنة ودراستها ضمن المجالس الحديثية التي يتم قراءتها بالإسناد حتى يتصل برسول الله -صلى الله عليه وسلـم-، فله أجر كل من يستفيد في هذه المجالس، فالدال على الخير كفاعله في الأجر والثواب، فقد وفقه الله لهذه الخطوة وحرصه على تعميم هذه السنة في جميع بيوت الله -عز وجل-، وهي نعمة يخبط عليها.
وأضاف أن الاتصال بالسنة النبوية عن طريق رجال الإسناد ميزة لمن آمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم وتتلمذ على سنته، أما الدراية فهي النظر في كل راوي من حيث ثقته واتصال الرواية، وأن الفقه المقاصدي هو من ميزات السنة النبوية التي حباها الله بجوامع كلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم بما يسع الناس إلى أن تقوم الساعة، فأصول الفقه مفتاح الدلالات، وعنه تكون المقاصد، ولهذا كان عنوان هذا المؤتمر متكاملًا.