11:57 م
الجمعة 08 سبتمبر 2023
كتب- محمود الطوخي:
كانت رحلة اليوتيوبر الأردني أمجد إلى مدينة شرم الشيخ أوشكت على الانتهاء، حينما هم بمغادرة فندق إقامته بالمدينة الساحلية، والعودة إلى بلده أواخر أغسطس الماضي، تأخر السائق الذي كان من المفترض أن يقله ورفاقه إلى المطار، وما أن لاحظ مدير العلاقات العامة بالفندق التوتر باديًا عليه، توجه إليه لمساعدته دون أن يدري ما هي المشكلة، هكذا شارك أمجد متابعيه تجربته مع “العنصرية” في مصر من خلال مقطع فيديو، يحكي فيه تصرف موظف الفندق: “أحضر إلينا سيارتين من نوع مرسيدس ورفض أن يتقاضى أي مقابل لمجرد معرفته أننا أردنيين”.
الفيديو الذي شاركه اليوتيوبر الأردني على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قبل يومين، لاقى انتشارًا واسعًا على منصات التواصل المختلفة، وحقق مليوني مشاهدة وأكثر من 100 ألف تفاعل و11 ألف تعليق.
لم تكن تلك التجربة الوحيدة التي خاضها الشباب الأردني أمجد في مصر، ففي إحدى المرات السابقة التي جاء فيها إلى مصر عن طريق واحدة من شركات السياحة لم يعتد التعامل معها، حلّ في الفندق الذي اعتاده خلال زياراته السابقة ووصف إجراءاتها بـ”السيئة”، وكان الأكثر سوءا مفاجأته بحجز غرف “أي كلام” وفق تعبيره: “عندما علمت بموقع الغرف تملكتني العصبية، وطلبت أن استبدلها بأخرى مع تحمل فارق التكاليف، لكن موظف الاستقبال أبى أن نتحمل أية مصروفات إضافية”، يقول متهكما: “شوفوا العنصرية اللي عند المصريين”.
على النقيض من تجارب أمجد في مصر، كانت زيارته إلى تركيا قبل شهرين، وقارن بين رحلته للدولتين، فعلى الرغم من أن الفندق هو أحد فروع ذاك الموجود في مصر، إلا إنه لم ينل إعجابه كثيراً: “انتظرنا 4 ساعات حتى انتهوا من تسجيل البيانات، وما أن علموا بكوننا عرب تبدلت ملامحهم بشكل سيء”.
لم تقتصر المساوئ التي حصرها على العاملين بالفندق التركي وحدهم، فما واجهه من عمليات احتيال من بعض سائقي سيارات الأجرة هناك – وفق ما يقول – كان سبباً إضافياً لانتقاداته.
وتشهد مصر حالياً انتعاشه في حركة القطاع السياحي، ومن المتوقع أن يبلغ عدد السياح الوافدين إلى مصر نحو 15 مليون سائح بحلول نهاية العام الجاري، وفق تقرير لموقع “Travel off Path” المتخصص في السياحة والسفر.
رسالة اليوتيوبر الأردني جاءت في فترة انتشرت فيها مقاطع مصورة تحمل رسائل سلبية عن مصر لمتابعيها على شبكات التواصل الاجتماعي، كان آخرها مقطعًا مصورًا يعود لسائحة إنجليزية على منصة “تيك توك” تدّعي فيه أنها “عاشت أسوأ تجربة لها في مصر”، وقالت: “شعرت بعدم الارتياح الشديد عند زيارتي لمصر.. الاحتيال مشكلة كبيرة هنا”.
لم يخلُ الفيديو كذلك من عبارات لوم وجّهها أمجد لبعض “اليوتيوبرز” والمؤثرين العرب على محتواهم الترويجي المجاني لتركيا، واستنكار لوصفهم مصر بـ”الصحراء” في إشارة إلى رحلات السفاري التي يقوم بها السياح خلال رحلاتهم، ودعوة إلى الترويج إلى الدول العربية عوضًا عن تصدير صورة سلبية: “والله ضحكة المصري يقابلها تركيا بما فيها، ويكفي الفرحة التي تشعرها حينما تصادف شخصًا عربيًا في أية دولة أوروبية.. وأخيراً تحية لكم وخصوصاً مصر”.