12:31 ص
الإثنين 29 أبريل 2024
كتب- محمود الطوخي
فُتحت المقبرة، وغضب الفرعون تصاحبه عواصف رملية تنذر بلعنة ستطال الجميع، وموت غامض يقتنص كل من حضر الافتتاح الشهير، منقبين وعمال حفر وعلماء، هكذا كان الحال عقب اكتشاف مقبرة “توت عنخ آمون” عام 1922.
لكن بعد أكثر من 100 عام، يزعم أحد العلماء اكتشاف حقيقة الوقائع التي تلت افتتاح المقبرة الأشعر على الإطلاق، ويقول إنه حل “لغز لعنة توت عنخ آمون”، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية.
وفي دراسة أجراها روس فيلوز ونشرتها مجلة “جورنال أوف ساينس” العلمية، رجّح أن الإشعاعات المنبعثة من اليورانيوم والنفايات السامة التي بقيت داخل المقبرة منذ ما يزيد عن 3 آلاف عام.
وتشير الدراسة إلى أن مستويات الإشعاع داخل مقبرة “توت عنخ آمون” عالية للغاية، إذ أنه من الممكن أن يصاب من يلامسها بجرعة قاتلة من السرطان أو مرض الإشعاع الذري.
واستشهد الباحث في دراسته، بأن المصريين المعاصرين والقدماء يتميزون على حد سواء بارتفاع غير طبيعي في حالات الإصابة بالسرطانات المكونة للدم، مثل سرطان العظام والدم الليمفاوية، والتي ترجع أسبابها في الأساس إلى التعرض إلى نسبة عالية من الإشعاع.
وبحسب الصحيفة العلمية، فإن النشاط الإشعاعي داخل مقبرة “توت عنخ آمون” ليس معزولا.
وأكد الباحث في دراسته، أنه تمت ملاحظة مستويات مرتفعة من الإشعاع بشكل غير طبيعي في بقايا المقابر الفرعونية، مشيرا إلى أن مؤشرات “عدّاد جيجر” سجلت وجود إشعاعات بموقعين بجوار الأهرامات بالجيزة، كما تم اكتشاف غازات مشعة مثل “الرادون” في بعض المقابر بمنطقة سقارة، موضحا أن كافة القراءات “مشعة بشكل مكثف”.
وأوضحت الدراسة، أن التجارب الحديثة كشفت وجود مستويات مرتفعة للغاية من الإشعاع في المقابر الفرعونية، بما يعادل 10 أضعاف معايير مستويات السلامة، بالرغم مما تظهره النقوش على الجدران بأن بناة المقابر كانوا على دراية بتلك المواد السامة.
وكشف فيلوز، أن “طبيعة اللعنة” نُقشت بالفعل على بعض جدران المقابر، وتنص إحداها على “من يقتحمون هذا القبر سيواجهون الموت بمرض لا يستطيع أي طبيب تشخيصه”.
وترى الصحيفة أن بعض التفسيرات “المشؤومة” مثل “ممنوع بسبب الأرواح الشريرة”، كانت السبب الحقيقي وراء انتشار ورواج “اللعنات الخارقة للطبيعة”.
ومع ذلك، فإن المخاوف من ” اللعنة” زادت بعد الموت الغامض للورد كارنارفون، الممول لأعمال الحفر والتنقيب عن مقبرة “توت عنخ آمون” في عام 1922، والذي جاب غرفها رفقة آخرين بعد فتحها.
وقال فيلوز، إن كارنارفون توُفي خلال أسابيع بعد مرض شخصه الأطباء بالتهاب رئوي وتسمم في الدم.
فيما لفتت الدراسة إلى أن أحد علماء المصريات يُدعى آرثر ويجال، أبلغ كارنافورن بأنه سيموت خلال 6 أسابيع من دخوله المقبرة.
ولم يكتف القدر بموت كارنافورن الغامض؛ إذ تبعه أول رفيق سار إلى جانبه بداخل المقبرة، هوارد كارتر، في عام 1939 بعد صراع مع سرطان بالغدد الليمفاوية يُعتقد أنه ناتج عن التسمم الإشعاعي.
وكذلك لحقهم عالم المصريات البريطاني آرثر ويجال، الذي تواجد خلال افتتاح مقبرة “توت عنخ آمون”، بعدما قضى بالسرطان في عام 1934.
وبيّنت الصحيفة، أن 6 أفراد من بين 26 شخصا حضروا افتتاح المقبرة، ماتوا في خلال الـ 10 سنوات التي تلت ذلك، بالالتهاب الرئوي والملاريا والاختناق وفشل القلب والتعرض للأشعة السينية.
وبينما يبدو موت الأشخاص الـ 6 غريبا، إلا أن الأحداث التي تزامنت معه قد تكون السبب الأقوى في تداول نظرية “اللعنة” على نطاق واسع.
وتزامن افتتاح المقبرة مع أحداث مفاجئة، مثل انقطاع الكهرباء في محافظة القاهرة كافة وحدوث عاصفة رملية مفاجئة، وفق “ناشونال جيوجرافيك”.
بينما قيل، إن كارنارفون لدغته بعوضة أصابته بعدوى شديدة، فيما أصدر كلبه صوتا غير مألوف أثناء التنقيب قبل أن يسقط ميتا، بحسب “نيويورك تايمز”.
وبالرغم من ذلك شكل اكتشاف مقبرة “توت عنخ آمون” علامة فارقة في التعرف على الحضارة المصرية القديمة، إذ عُثر على 5 آلاف قطعة تشمل حيوانات محنطة وتماثيل وأحذية جنائزية مصنوعة من الذهب.
وتولى “توت عنخ آمون” مقاليد الحكم وهو في التاسعة من عمره، خلال الفترة ما بين 1332 وحتى 1323 قبل الميلاد، ليموت.