07:18 م
الأربعاء 06 نوفمبر 2024
كتبت- أسماء البتاكوشي:
بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعودته من جديد إلى البيت الأبيض، تتطلع بعض الدول إلى تعزيز علاقاتها مع الإدارة الأمريكية، لكن هناك دولًا عدة تخشى من التداعيات السلبية التي قد تحملها سياساته الخارجية والتجارية.
وطوال فترة حملة ترامب الرئاسية، التي استمرت عامين، كان يشير إلى أنه سيعطي الأولوية لـ الولاء الشخصي في تعيين إدارته، متعهدًا بمنح مناصب في إدارته للملياردير إيلون ماسك والمرشح الرئاسي السابق روبرت كينيدي جونيور، وكلاهما من المؤيدين المتحمسين.
وهناك مخاوف من قبل الأوروبيين، من سياسيات الرئيس الأمريكي المنتخب خلال فترة ولايته الثانية، إذ تحدثت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن ترامب بمجرد فوزه قائلة: “الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أكثر من مجرد حلفاء. وأنهم مرتبطون بشراكة حقيقية بين شعوبهم”.
من جانبه، عرض المستشار الألماني أولاف شولتس على ترامب مواصلة الشراكة الموثوقة بين ألمانيا والولايات المتحدة، لكنه دعا أيضًا إلى تعزيز التعاون الأوروبي، إذ قال “من المؤكد أن الكثير من الأمور ستكون مختلفة في ظل حكومة يقودها دونالد ترامب، وهذا ما كان ترامب أوضحه علنًا وبشكل دائم”.
وحسب تقرير لموقع “بوليتيكو”، فإن القادة الأوربيين كانوا يشعرون بالقلق من احتمال فوز ترامب، نظرا للخوف من تراجع الدعم الأمريكي لقضايا مهمة وفي مقدمتها الحرب الروسية- الأوكرانية.
كما يتخوف القادة الأوروبيون من احتمالية شروع ترامب في حملة من “القومية الاقتصادية” تستند إلى عزمه رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأجنبية للسوق الأمريكية، وحماية الصناعات الوطنية، وهو سيؤثر سلبا على الاقتصاديات الأوروبية.
وعلى صعيد الحرب الروسية الأوكرانية، تتخوف كييف من أن تقلل الإدارة الأمريكية الدعم التي تقدمه لها، خاصة أن ترامب، كان قد أشاد علنًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما أثار القلق في كييف.
كما أثارت مقترحات الرئيس الأمريكي المنتخب، القلق بشأن تسوية سلمية سريعة قد تمنح موسكو السيطرة على أجزاء من شرق أوكرانيا وتمنع كييف من عضوية الناتو في المستقبل.
وكانت إدارة بايدن، سعت منذ الأيام الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، إلى اختيار مسار يضمن بقاء أوكرانيا ويلحق هزيمة استراتيجية بروسيا، دون جر الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو إلى مواجهة نووية محتملة مع موسكو.
وعن رأي الصين حول فوز ترامب، أعلنت أنها ستتعامل مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل، إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ: “سنواصل النظر إلى العلاقات الصينية الأمريكية والتعامل معها وفقا لمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين”.
وكان للرئيس الأمريكي المنتخب موقف من التحالفات والشراكات الأمريكية والضرر الذي قد يسببه يخدم أجندة الصين الاستراتيجية على المدى الطويل”، فضلًا عن أنه أثنى على زعيم الصين.
وقال إن الرئيس شي جين بينج كان “رائعا” ورئيس “على قمة الخط” حكم “بقبضة من حديد”، لكن على الرغم من إعجابه الواضح به، ترى يون صن من معهد بروكينجز للأبحاث، أن “عدم القدرة على التنبؤ بالرئيس السابق سيضع الصين في موقف صعب”.
والصين ليست الوحيدة التي تتخوف من ترامب، بل أزعج الرئيس الأمريكي تايوان من خلال اقتراح دفع البلاد للولايات المتحدة مقابل دفاعها واتهام الجزيرة مؤخرًا بسرقة صناعة رقائق أشباه الموصلات الأمريكية.
كما أن ترامب طالما أزعج كوريا الجنوبية، بسبب مطالبتها بالمساهمة بمزيد من الأموال لدعم القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية.
وعلى الصعيد الآخر وقعت إدارة بايدن اتفاقية لتقاسم التكاليف لمدة 5 سنوات مع سول في أكتوبر، لكن هناك فرصة أن يتطلع ترامب إلى إعادة التفاوض بشأن الصفقة لوضع بصمته عليها كرئيس.
وبِشأن إيران أثارت عودة ترامب إلى البيت الأبيض قلقا في طهران، حيث ما زالت تبعات فرض “الضغوط القصوى” والعقوبات خلال ولايته الأولى تلقي بثقلها على الحياة اليومية للإيرانيين.
ففي مايو 2018، سحب دونالد ترامب بلاده من جانب واحد من الاتفاقية وأعاد فرض عقوبات شديدة على طهران، وخاصة على القطاعين النفطي والمالي.
وبالتزامن مع ذلك، تميزت الولاية الأولى لدونالد ترامب أيضا بإصدار الأمر في يناير 2020 بقتل اللواء الإيراني القوي قاسم سليماني، مهندس استراتيجية النفوذ الإقليمي لإيران، أثناء زيارته للعراق.
وبدت واشنطن وطهران على وشك المواجهة العسكرية المباشرة. وبدأت إجراءات قانونية في إيران لملاحقة دونالد ترامب بتهمة تنفيذ هذا الاغتيال.