05:33 م
الخميس 14 مارس 2024
بني سويف – حمدي سليمان:
في مقدمة حي مدينة بني سويف، تنفتح لك أروقة المدينة القديمة وتستقر أنظارك على مسجد “عوض عريان”، المسجد الذي يعتبر واحدًا من أقدم المساجد في محافظة بني سويف. يعود تاريخ بناء هذا المسجد إلى أكثر من قرن من الزمان، وهو أول مسجد يبنيه القبطي عوض عريان.
كان عوض عريان من الشخصيات البارزة في مدينة بني سويف، حيث تم انتخابه كنائب في مجلس الشيوخ عام 1924، بالإضافة إلى دوره الفعّال كقائد ثوري في المحافظة.ولقد شارك بشكل بارز في جمع الجموع الثائرة ضد الاحتلال في عام 1919، وعمل على تنظيم وتوجيه النشاط الثوري داخل منزله، حيث كان يقدم دعمًا ماليًا وماديًا للثوار، بما في ذلك توفير الطعام والشراب وطباعة المنشورات، إلى جانب تنظيم الاجتماعات والتحضيرات اللازمة للأنشطة الثورية. لقد كان منزله مفتوحًا لاستقبال الثوار، وأطلق عليه البعض لقب “مطبخ الثورة”.
وفيما يتعلق بتأسيس المسجد، يقول مؤمن مخلوف، مدير عام الآثار الإسلامية، إنه تم بناء المسجد في منطقة “مُقبل”، التي تُعد أكبر تجمع لأقباط المحافظة. تم إنشاء المسجد عام 1905 على أرض تبرع بها “عوض باشا عريان” لصالح المشروعات الإسلامية التي تديرها وزارة الأوقاف. وبالتالي، أصبح المسجد والجمعية الخيرية المرتبطة به رمزًا للتاريخ في بني سويف.
ويُذكر دور عوض عريان في مساهمته في إنشاء الجامعة المصرية، حيث دعا الزعيم مصطفى كامل إلى بناء جامعة القاهرة، وقام عريان بالتبرع بـ 72 فدانًا من أملاكه الخاصة بمركز ناصر لصالح هذا الهدف. تجسد هذه المساهمة التضامن الوطني والجهود المشتركة في بناء المستقبل الوطني والتعليم في مصر.