غزة – (بي بي سي)
نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جويّة على مناطق شرق مدينة رفح بالقرب من أحياء كانت قد تلقت أوامر إخلاء إلى مدينتي المواصي وخان يونس، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن قناة الأقصى.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية إجلاء “محدودة النطاق” على حد وصفه، سيتأثر بها نحو 100 ألف غزّي، بالنزوح من الجزء الشرقي في مدينة رفح إلى “مناطق إنسانية موسعة”.
وقال إنّ المناطق التي سينتقل إليها النازحون مزوّدةً بالخيام والطعام والمياه والأدوية إضافةً إلى مستشفيات ميدانية، وفق جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أبلغت مصر ببدء عملية إجلاء في مناطق شرق رفح، فيما أشارت وكالة رويترز إلى استنفار أمني مصري في شمالي سيناء تحسباً لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح.
وقالت الإذاعة إن العملية ستكون “محدودة” في الأطراف الشرقية لرفح وليس في العمق، فيما حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي الغزيين في منشوراته من الاقتراب من الحدود المصرية.
وذكرت الإذاعة أن المنطقة التي بدأت العملية العسكرية فيها تشمل الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وأوضحت القناة 13 الإسرائيلية نقلا عن وزير في مجلس الحرب أن قرار العملية العسكرية في رفح اتخذ بالإجماع.
ونقلت القناة عن وزير في مجلس الحرب أنّ العملية العسكرية البرية في مدينة رفح من المحتمل أن تبدأ هذا الاسبوع.
واتهم سامي أبو زهري، المسؤول الكبير في حماس، الأمرَ الإسرائيلي بإخلاء رفح بـ”التصعيد الخطير”، مشيراً إلى أنّ هذا الفعل، “سيكون له تداعياته”.
وحمّل أبو زهري في حديثٍ لرويترز، الإدارة الأمريكية وإسرائيل مسؤولية “هذا الإرهاب” وفق قوله.
وحذرت الرئاسة الفلسطينية، من أن إسرائيل بدأت فعليا التمهيد لارتكاب “أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح”.
وحمّل الناطق الرسمي باسمها، نبيل أبو ردينة، الإدارة الأميركية مسؤولية هذه السياسات الإسرائيلية الخطيرة وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية .
ونقل شهود في مدينة رفح لرويترز أنّ عائلات فلسطينية بدأت بالفعل مغادرة مناطق في شرق المدينة بعد تلقي أوامر من جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في إحاطة أوليّة للصحفيين، إن عملية الإجلاء ستكون “محدودة النطاق” وستتم تدريجياً بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على الخطط.
وبين أنَّ العملية تأتي في إطار مسعى إسرائيل لتفكيك حماس، قائلاً إنّ الحركة أظهرت قدرتها على شنّ هجمات من المدينة بعد إطلاقها صواريخ من رفح أمس.
وأدى الهجوم إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين بالقرب من معبر كرم أبو سالم.
وشنّت إسرائيل منذ ذلك الحين غارات جوية على رفح خلال الليل.
وتصل طلبات جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء المواقع عبر الرسائل النصية والنشرات الورقية ووسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الهاتفي “لتشجيع” انتقال المدنيين في المناطق المحددة، وفق ما أعلن بيان عسكري إسرائيلي .
وأسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي نسختين مختلفتين، إحداهما باللون الأحمر والأخرى بالأزرق.
ووجهت النسخة الحمراء لمناطق محددة في رفح، حيث قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّ قواته ستعمل هناك “بقوة شديدة”، محذراً من أنّ “أيّ شخص سيُعرِّض نفسه وأفراد أسرته للخطر، إذا عثر عليه بالقرب من المنظمات الإرهابية”.
ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي المدنيين إلى الانتقال لـ “المنطقة الإنسانية” في منطقة المواصي، و”تجنُّب التوجه إلى شمال وادي غزة، أو الاقتراب من السياجين الأمنيين الشرقي والجنوبي”.
بينما أشارت النسخة الزرقاء إلى استمرار تقديم المساعدات الإنسانية.
من جانبها، حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) من مغبة شنّ هجوم إسرائيلي على رفح، وقالت إنها لن تغادر المدينة، في أعقاب دعوة إسرائيل لإجلاء 100 ألف شخص.
وقالت الأونروا في منشور على موقع إكس، المعروف سابقاً باسم تويتر، إن “الهجوم الإسرائيلي على رفح سيعني مزيداً من المعاناة والوفيات بين المدنيين، وستكون عواقبه مدمّرة لـ 1.4 مليون شخص”.
وأشارت الوكالة إلى أنّها لن تقوم بإخلاء مواقعها، وقالت “سنبقى في رفح لأطول فترة ممكنة وسنواصل تقديم المساعدات المنقذة لحياة الناس”.
كما طالبت مؤسسة أكشن إيد الخيرية، المجتمع الدولي بالتحرك- بشكل عاجل- لمنع وقوع مزيد من الفظائع، وقالت “إن إجبار أكثر من مليون فلسطيني نازح في رفح على الإخلاء دون وجهة آمنة ليس أمراً غير قانوني فحسب، بل سيؤدي إلى عواقب كارثية”.
وتابعت المؤسسة الخيرية في بيان لها، “بوضوح، لا توجد مناطق آمنة في غزة”.
وتحدَّث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع نظيره الأمريكي لويد أوستن مساء الأحد، قبل دعوة إسرائيل المدنيين لمغادرة أجزاء من شرق رفح.
وقال مكتب غالانت في بيان إنه أبلغ أوستن أن العمل العسكري “مطلوب” في رفح، في ظل “عدم وجود بديل”، بسبب تعثر المحادثات بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وتابع البيان أن حماس “غير جادة” فيما يتعلق بأطر إطلاق سراح المحتجزين.
وجاء في بيان البنتاجون للمكالمة أن الرجلين ناقشا “المفاوضات الجارية بشأن الأسرى والمساعدات الإنسانية ورفح”.
وفي المكالمة، أكد أوستن التزامه بعودة الأسرى إلى إسرائيل، حسبما ذكر البيان، مضيفاً أنه أبلغ غالانت أن هناك حاجة بأن تتضمن أي عملية عسكرية في رفح “خطة واضحة لإجلاء المدنيين الفلسطينيين والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية.”
منذ عدّة أشهر، ظلَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصرِّاً على أنّه لا يمكن تحقيق النصر على حماس دون شنّ هجوم واسع النطاق في رفح.
وتقول إسرائيل إنَّ رفح تؤوي أربع كتائب متبقية تابعة لحماس – يصل عددها إلى آلاف المقاتلين.
وقد حذَّرت القوى الغربية والعربية وكذلك الأمم المتحدة، مراراً وتكراراً، من مثل هذه العملية البرية الواسعة في رفح، بسبب احتمال سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
وفي إسرائيل، عبّرت بعض عائلات الأسرى عن مخاوفها بشأن ما قد تعنيه عملية رفح للمحتجزين.
وقال جيل ديكمان، وهو أحد أقارب الأسرى في غزة، لبرنامج نيوزداي الذي تبثه بي بي سي “لسوء الحظ نحن كعائلات الأسرى خائفون للغاية بشأن ما سيحدث”.
وأضاف “أن أهالي المحتجزين يخشون بشدّة أن تؤدي – عملية رفح – إلى المخاطرة ليس فقط بحياة الأبرياء، أو الجنود، بل أيضاً بحياة الأسرى”.
بدأت الحرب بعد أن اقتحمت موجات من مسلحي حماس حدود غزة إلى إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 أسير.
وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل منذ ذلك اليوم في غزة، استشهد أكثر من 34600 فلسطيني وأصيب أكثر من 77900 آخرين، وفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة الصحة.