11:11 م
الإثنين 06 نوفمبر 2023
كتبت- أسماء البتاكوشي
منذ بداية العدوان الإسرائيلي في الـ7 من أكتوبر الماضي على قطاع غزة، وبدا هناك انقسامات عدة داخل صفوف المنظمات الدولية، خاصة أنّ بعضها كان داعمًا للاحتلال الإسرائيلي بدعوى أن ما قامت به حماس مرفوض وأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، في حين أنّ منظمات أخرى وعلى رأسها الأمم المتحدة التي بدا موقفها واضحًا تجاه القضية الفلسطينية.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطوينو جوتيريش، منذ اللحظة الأولى كان داعمًا للجانب الفلسطيني رافضًا انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الأبرياء داخل القطاع المحاصر لسنوات، الأمر الذي ظهر جليًّا في تصريحاته، ما أزعج تل أبيب، التي طالبته على لسان عدد كبير من مسؤوليها بالاستقالة.
غزة مقبرة للأطفال
في الـ6 من نوفمبر الحالي وصف الأمين العام للأمم المتحدة الوضع في قطاع غزة بأنه “أزمة إنسانية”، مشيرًا إلى أن القطاع أصبح مقبرة للأطفال والصحفيين وطواقم الإغاثة، وما من أحد في أمان هناك،إذ طالب بهدنة إنسانية فورية، وحماية المستشفيات والمدارس.
وطالب جوتيريش بضرورة معالجة مخاطر امتداد الصراع إلى المنطقة، إذ قال “نحن نشهد دوامة من التصعيد، من لبنان وسوريا إلى العراق واليمن. يجب أن يتوقف التصعيد”.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الكارثة في قطاع غزة تجعل الحاجة إلى وقف إنساني لإطلاق النار أكثر إلحاحًا مع مرور كل ساعة، لأن معبر رفح وحده لا يملك القدرة على التعامل مع شاحنات المساعدات بالحجم المطلوب، موضحًا أن هناك حاجة ماسة لدخول مزيد من الغذاء والمياه والأدوية وبالطبع الوقود إلى قطاع غزة، الذي لم يدخل منذ شهر تقريبًا، وهو ضروري لإبقاء المستشفيات مفتوحة.
وأعرب جوتيريش عن أسفه لتمكن 400 شاحنة فقط تحمل إمدادات الإغاثة من الدخول إلى قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين. وقبل الحرب، كان نحو 500 شاحنة تدخل القطاع الفلسطيني كل يوم، إضافة لقلقه إزاء الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
غضب إسرائيلي تجاه جوتيريش
وأثارت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بشأن قطاع غزة، غضب إسرائيل، حيث خرج على الفور وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين مخاطبًا جوتيريش، “عار عليك وحماس هي المشكلة في غزة وليس إجراءاتنا للقضاء على هذه المنظمة الإرهابية”.
تلك ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها مسؤولي الاحتلال الأمين العام للأمم المتحدة، إذ اندلعت أزمة بين إسرائيل وجوتيريش في الفترة الماضية، إزاء تصريحات الأخير، في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت في الـ24 من أكتوبر الحالي، بأن “هجوم حركة حماس لم يأتي من فراغ، بل بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ 16 عامًا”.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة، أن “الشعب الفلسطيني يتعرض لـ 56 عامًا من الاحتلال الخانق، لقد رأوا أراضيهم وهي تلتهمها المستوطنات بشكل مطرد وتعاني من العنف؛ خنق اقتصادهم، وتشرد أهلهم وهدمت منازلهم”.
ولم تتأخر إسرائيل كثيرًا في الإعراب عن غضبها “لقد تجاوز جوتيريش الخط الأحمر وبرر الفظائع التي ترتكبها حماس”، بحسب متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية.
كما دعا مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد إردان، جوتيريش لتقديم استقالته، فضلًا عن إلغاء وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، اجتماعه مع الأمين العام الذي كان من المقرر عقده في الـ26 من أكتوبر، ووصل الأمر إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية أنها سترفض منح تأشيرات لممثلي الأمم المتحدة، لكنها تراجعت عن قرارها فيما بعد.