11:55 ص
الأربعاء 13 ديسمبر 2023
كتب- أحمد السعداوي:
استقبلت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، اليوم الأربعاء، تيم واتس، نائب وزير الخارجية الأسترالي للهجرة، ود.أكسل وابنهورست، سفير أستراليا لدى مصر، والوفد المرافق لهما، لبحث تعزيز التعاون في عدد من الملفات المشتركة؛ ومن بينها توفير فرص العمل الآمنة للشباب، وجهود الجالية المصرية في أستراليا.
جاء ذلك بحضور السفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة للجاليات، والسفير إيهاب نصر، مساعد وزيرة الهجرة للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، وسارة مأمون، معاون الوزير لشؤون المشروعات والتعاون الدولي.
ورحبت السفيرة سها جندي بتيم وفريقه، مؤكدة عمق العلاقات والروابط التاريخية القوية والشراكة المتنامية بين مصر وأستراليا، في مختلف المجالات، مشيرةً إلى الدور الحيوي للجالية المصرية في أستراليا، وما تقدمه من نموذج للاندماج في المجتمع، ووجود العديد من النماذج البارزة في المجالات الاقتصادية والثقافية، مؤكدة حرص الوزارة على تعزيز روح المبادرة والابتكار بين الشباب المصريين الذين يعيشون في أستراليا وربطهم بنظرائهم في مصر، وذلك بتنظيم ملتقيات أبناء الجيلَين الثاني والثالث وتعريفهم بما تحقق من منجزات التنمية المستدامة في مصر في الجمهورية الجديدة، فضلًا عن جهود التواصل عبر مركز وزارة الهجرة للحوار “ميدسي” والتعاون بين شباب مصر بالخارج والداخل.
ورحبت وزيرة الهجرة بالتعاون لتوفير فرص التدريب في مراكز التدريب التقني المعتمدة في مصر، مؤكدة أن أستراليا لديها قوة عاملة عالية المهارة وواحدة من أقوى الاقتصاديات أداءً في العالم، مقترحة إنشاء برنامج وآلية تمكن الشباب المصري من تلقي التدريب في المجالات التقنية المعتمدة في مصر، مع الالتزام بمعايير الاتحاد الأوروبي، لمواجهة مخاطر ظاهرة الهجرة غير الشرعية وإتاحة البدائل الآمنة للشباب في 14 محافظة من المحافظات الأكثر تصديرًا لتلك الظاهرة، في إطار المبادرة الرئاسية مراكب النجاة.
ولفتت جندي إلى أن ذلك من شأنه فتح أسواق عمل جديدة متميزة للشباب المصري، فضلًا عن إقامة شراكات محتملة بين وزارة التعليم والثقافة والوكالات الحكومية الأسترالية ذات الصلة، والمؤسسات التعليمية، وكيانات القطاع الخاص.
وتناولت وزيرة الهجرة ما تم إتاحته للشباب من تدريبات مستمرة تقنيًّا وفنيًّا، في إطار ما يتم العمل عليه بشأن التدريب من أجل التوظيف، مشيرةً إلى تجربة المركز المصري- الألماني في تدريب وتأهيل الشباب، مؤكدة أهمية العمل المشترك لصالح الشباب، وضمان تحقيق الأهداف التنموية المشتركة لكل من مصر وأستراليا، والاستفادة من مختلف الطاقات، منوهةً بما تشهده مصر من جهود لدعم وتوفير مناخ جاذب للاستثمار والمستثمرين؛ سواء المصريين أو الأجانب، وإجراء العديد من التشريعات لجذب المستثمرين وخفض الضرائب وغيرها من المحفزات؛ للاستفادة من الميزات والفرص الواعدة بالسوق المصرية.
واستعرضت وزيرة الهجرة تأثير الوضع في دول الجوار على الاقتصاد والأمن القومي المصري، مضيفةً أن القضية الفلسطينية قضية تاريخية للشعب المصري، وكذلك للعالم كله، ولذلك تأتي مساعي وحلول لإيجاد حل عادل، وعلى المجتمع الدولي فتح آفاق النقاش وطرح الحلول، مشيرةً إلى جهود الدولة في عودة المصريين الموجودين بقطاع غزة، بالإضافة إلى جهود إجلاء أكثر من ١٠ آلاف طالب مصري في السودان، عند اندلاع الأزمة السودانية، وعودتهم سالمين إلى أرض الوطن.
ورحب تيم واتس، نائب وزير الخارجية الأسترالي، بحفاوة الاستقبال في مصر، مؤكدًا اعتزازه بالتراث المصري وما شهده من أمن وأجواء متميزة تتمتع بها مصر، مضيفًا: “نتطلع للتعاون بشكل أكبر في العديد من المجالات، ولذلك أجرينا العديد من المقابلات مع المسؤولين والوزراء المصريين”.
وأكد واتس أن مصر من الدول ذات الثقل السياسي والشعبي، مؤكدًا تقدير بلاده لما تقوم به مصر من دور عالمي وسياسي متميز، مشيرًا إلى أن سبب زيارته اليوم إلى مصر يأتي لتقديم الشكر للحكومة المصرية على دعم ترحيل الأستراليين العالقين في قطاع غزة وقبلها في السودان، وهو الدور المقدر، والذي لا تستطيعه دول كثيرة بحجم مصر ومكانتها، مؤكدًا أنه حرص على وجوده في هذه الزيارة ليكون بصحبة المساعدات المقدمة من أستراليا لقطاع غزة والتي سيتم إرسالها عن طريق مصر.
وأكد واتس حرصهم على التعاون وفتح آفاق أرحب في المستقبل؛ خصوصًا أننا مؤهلون لذلك، آخذاً بعين الاعتبار الجهود المتميزة لأبناء الجالية المصرية في أستراليا، والكثير منهم له بصمة واضحة في المجتمع الأسترالي الآن ومنهم الوزراء؛ مثل آن علي ونواب البرلمان وقادة أسلحة وأطباء وأساتذة جامعيين وغيرهم الكثير، ما نقدره ونشيد به، مشيدًا بالدور المهم الذي تقوم به مصر في ملف القضية الفلسطينية؛ وهو أيضا الملف المهم بالنسبة إلى أستراليا.
وأكدت السفيرة سها جندي أهمية العمل على تطوير المبادرات وخطط العمل المقترحة، وزيادة التعاون بين مصر وأستراليا في مجالات الهجرة، والاستثمار وجهود دعم الشباب وإشراكهم في خطط التنمية المستدامة، وكذلك سبل تعزيز التعاون لتوفير التمويل والدعم لتيسير تنفيذ برنامج التدريب لصالح البلدين، لمجابهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشيرةً إلى أننا نستعد لاستقبال وفد شبابي أسترالي مصري من ملبورن، خلال الأسابيع المقبلة بالتعاون مع القنصلية المصرية في ملبورن، حيث أكد نائب الوزير أنه سينسق مع القنصل المصري العام هناك، بعد عودته من زيارة مصر ووزيرة الشباب الأسترالية ويرتب لمقابلة هؤلاء الشباب “المصري الأسترالي” قبل مغادرتهم مصر؛ تأكيدًا على دورهم المهم في دعم العلاقات بين البلدين والشعبين ودعم مستقبل عالمي أفضل.