06:54 م
السبت 07 سبتمبر 2024
باريس – (أ ش أ)
خرجت إلى شوارع العاصمة الفرنسية باريس اليوم السبت، مظاهرات احتجاجية ضد تعيين رئيس الوزراء الجديد ميشيل بارنييه، بقرار من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك استجابة لنداء أحزاب تيار اليسار الذين تصدر تحالفهم “الجبهة الشعبية الجديدة” نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة لكن دون الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان.
واحتشد آلاف من المواطنين في ساحة “الباستيل” بباريس، وذلك بالتزامن مع مظاهرات ومسيرات أخرى في مختلف أنحاء البلاد، للتظاهر ضد قرار الرئيس إيمانويل ماكرون تعيين ميشيل بارنييه المنتمي إلى تيار يمين الوسط رئيسا للوزراء.
ولم تسهم تصريحات ميشيل بارنييه أمس الجمعة، وطمأنته للأحزاب السياسية بفتح الباب أمام مشاركتها في الحكومة في تجاوز الأزمة السياسية التي انتقلت إلى الشارع، فقد قال بارنييه في أول مقابلة تلفزيونية له أمس بعد تعيينه رئيس وزراء فرنسا، إنه يفتح أبواب حكومته أمام اليسار الذي فاز في الانتخابات التشريعية المبكرة دون الحصول على الأغلبية المحددة بـ289 مقعدا.
وكانت أحزاب يسارية ونقابات وهيئات طلابية قد دعت إلى مظاهرات حاشدة اليوم اعتراضا على تعيين ميشيل بارنييه رئيسا للوزراء.
وقال زعيم حزب “فرنسا الأبية”، جون لوك ميلونشون “لقد سُرقت الانتخابات من الفرنسيين”، ودعا في فيديو نشِر على منصات التواصل الاجتماعي إلى “أقوى تعبئة ممكنة” اليوم السبت، ضد ما أسماه “انقلاب القوة” الذي قام به الرئيس بعد رفضه تعيين مرشحة تحالف اليسار “لوسي كاستيه”.
وتواجد زعيم “فرنسا الأبية” في مقدمة المسيرة التي انطلقت من ساحة الباستيل بباريس، إلى جانب نواب من الحزب، فضلا عن انطلاق نحو 130 مسيرة احتجاجية تم تنظيمها في أنحاء البلاد، حيث تجمع مئات من الأشخاص أيضا في مدينة “مارسيليا” جنوبي فرنسا، للاحتجاج على تعيين ميشيل بارنييه، كما احتشد مئات الأشخاص في عدة مدن أخرى مثل “ليل” و”نيس” و”نانت” و”ليون”، وذلك تنديدا بتعيين ميشيل بارنييه، المنتمي لتيار يمين الوسط، رئيسا للوزراء.
هذا وقد عين الرئيس الفرنسي المفوض الأوروبي السابق ميشيل بارنييه رئيسا للوزراء خلفا لجابرييل أتال، وكلفه بتشكيل “حكومة جامعة تكون في خدمة البلاد”، ويُدرك بارنييه، البالغ من العمر 73 عاما، أن عليه إيجاد التوازنات الضرورية ليتمكن من تشكيل حكومة قادرة على الإفلات من مذكرات حجب الثقة في الجمعية الوطنية (مجلس النواب الفرنسي).
في هذا الصدد، أكد بارنييه في أول حديث له مع قناة “تي أف 1” الفرنسية مساء أمس، أن “الحكومة لن تكون يمينية فقط”، معربا عن استعداده لفتح الأبواب أمام “أشخاص من اليسار”، وأضاف أنه سيحترم كل القوى السياسية.
إلا أنه لن يتمكن من الاعتماد على اليسار، فقد أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي أوليفييه فور، أنه “لن تكون هناك أي شخصية من الحزب الاشتراكي في حكومته، ليس لدي أي شك في ذلك”، مؤكدا أن اليسار سيقدم اقتراحا بحجب الثقة وإدانة “إنكار الديمقراطية” فيما يتعلق بنتائج الانتخابات التشريعية التي تصدرها اليسار.
ويعد بارنييه، مفاوض الاتحاد الأوروبي السابق في ملف بريكسيت، أكبر رئيس حكومة في تاريخ الجمهورية الخامسة لفرنسا (يبلغ 73 عاما)، ويخلف في المنصب جابرييل أتال (35 عاما) الذي استمرت ولايته ثمانية أشهر فقط.
وقد بات تشكيل حكومة جديدة أمرا ملحا مع ضرورة تقديم موازنة العام 2025 إلى البرلمان بحلول الأول من أكتوبر على أبعد تقدير، لذلك، كان على الرئيس الفرنسي رحلة البحث عن رئيس للوزراء لن تعرقل القوى السياسية في الجمعية الوطنية تعيينه، الأمر الذي جعله يستبعد تعيين “لوسي كاستيه” التي اقترحتها “الجبهة الشعبية الجديدة”، التحالف اليساري الذي تصدر نتائج الانتخابات الأخيرة.