05:15 م
الثلاثاء 14 نوفمبر 2023
كتبت- سلمى سمير:
بعد غياب عن الساحة السياسية استمر لمدة 7 سنوات، عاود ديفيد كاميرون ليطل من جديد في حلة وزير الخارجية البريطاني بعد تغييرات وزارية جذرية شهدتها الحكومة البريطانية أمس بعد إقالة سويلا برافرمان من وزارة الداخلية على خلفية تصريحات اتهمت فيها الشرطة البريطانية بالانحياز تجاه المظاهرات الداعمة للفلسطينيين على حساب احتجاجات اليمين، ووصفها للمتظاهرين المطالبين بوقف إطلاق النار بـ “الغوغائين”.
رئيس وزراء سابق
التقى أمس رئيس الوزراء البريطاني بكاميرون أمس الاثنين وسط ترحيب حار بالوزير الجديد الذي عاد للصف الأول مجددًا، رفقة وزير الداخلية الجديد الذي حل محل سويلا برافرمان، بعد أسبوع حافل بالسخط ضدها بسبب تصريحاتها.
لمدة 6 سنوات تولى ديفيد كاميرون قيادة بريطانيا، حيث بقى في داونينج ستريت منذ عام 2010 حتى 2016، مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد فشل حملته في التصويت لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، والتي استقال على إثرها من منصبه في الحكومة، إلى أن عاد مجددًا في مشهد دراماتيكي كما وصفته وكالة أنباء “أسوشتيدبرس”.
في لحظة عودته خاطب كاميرون الصحفيين قائلًا إنه يعلم أن مشهد عودته ليس معتادًا لكنه يؤمن بالخدمة العامة للوطن، التي لم تتكرر في تاريخ بريطانيا إلا من قبل 12 زعيمًا منذ القرن الـ 18 الميلادي، كذلك فإن عودة كاميرون إلى الحكومة خطوة نادرة مع عدم تقلده أي منصب في البرلمان البريطاني إضافة أنه عضو غير منتخب في مجلس اللوردات في البرلمان.
فضيحة مالية
دوت فضيحة مالية موجعة بكاميرون قبل عامين بعد تحقيق أجرته شبكة “بي بي سي” كشف عن صفقات تربح قام بها كاميرون الذي حصل على أرباح بقيمة 10 ملايين دولار جراء التنقل بين مختلف بلدان العالم والتسويق لشركة “جرينسيل كابيتال” المعروفة كونها شركة مالية مشبوهة، في المقابل حصل رئيس الشركة ليكس جرينسيل على مكتب في داونينج ستريت في الحقبة التي تولى فيها كاميرون رئاسة مجلس الوزراء، ليصبح كاميرون بعدها الصديق المقرب لجرينسيل ومدير أعماله للشركة التي انهارت بعد ذلك بعد انتشار فضيحة الصفقات المشبوهة التي تقوم بها في مارس 2021.
سحب المستثمرين مليارات الدولارات عن شركة “جرينسيل” بعد الفضيحة المدوية، عن عمليات الكسب غير المشروع التي دعم فيها كاميرون صديقه كريس، والتي أُجري على إثرها تحقيقات جنائية في ألمانيا وسويسرا للنظر في وضع شركة “جرينسيل” التي وضُع صاحبها كمشتبه به.
وقبل أن يذيع صيت العمليات المشبوهة التي أجراها كلًا من كريس وكاميرون رفض الأخير إخبار البرلمان بحجم أرباحه التي حققها جراء الترويج لشركة “جرينسيل” التي امتلكت النخبة من العملاء من بينهم بنك الاستثمار السويسري “كريدي سويس”.
نفى ليكس لاحقًا كل الاتهامات التي وُجهت له من أعضاء البرلمان في لجنة الخزانة بمجلس العموم في عام 2021 بأن شركته مارست عمليات احتيال مما تسبب في انهيارها ملقيًا باللوم في ذلك الشأن على الشركات التأمين التي سحبت الدعم الخاص بها عن شركته.
ماذا قال عن المسلمين؟
في تصريحاته خلال الفترة توليه لمنصب رئاسة مجلس الوزراء البريطاني، اتخذ كاميرون موقفًا معاديًا ضد ما أسماه “الجماعات المتطرفة الإسلامية” مع دعوات متكررة لمكافحة “التطرف الإسلامي الذي تحاول داعش نشره”، منها مخاطبة الزعماء المسيحيين لمساعدة “إخوانهم المسلمين” في مواجهة التطرف، كما ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، التي نقلت عن كاميرون تصريحاته بأن المسلمين يريدون مساعدة البريطانيين في معركة مكافحة التطرف، مضيفًا أنه يتحتم عليه استعادة الأشخاص الذين يتجهون نحو العقلية المتطرفة.
وبينما اختصر كاميرون التطرف الفكري في صف الإسلام اتُهم سابقًا بمعاداته تجاه المرأة المسلمة بوصمها بـ “الكسولة والمضللة”، وذلك بعد دعوات كاميرون عندما كان في منصب رئاسة الوزراء النساء المسلمات في بريطانيا إلى تعلم اللغة الإنجليزية وتقديم دعم مالي قدره 30 مليون دولار لتدعيم دروس اللغة للنساء المسلمات، محذرًا من يتجنب تطبيق التعليمات بمواجهة خطر الترحيل، وهو ما أثار انتقادات لاذعة بحق رئيس الوزراء الأسبق مع اتهام بتركيز اهتمامه على النساء المسلمات فقط.
وعند مواجهته بالانتقادات، برر كاميرون تصريحاته بأن هدفه هو دمج النساء المسلمات في المجتمع من خلال تعلم اللغة التي تحول دون العزلة التي تؤدي إلى أفكار متطرفة المجتمع البريطاني في غنى عنها، قائلًا إن هناك أقلية من الرجال المسلمين لديهم أفكار متخلفة يمارسوها على زوجاتهن المسلمات وأسرهن، ليروي بعدها قصة لم يصح التأكد من حقيقتها عن امرأة مسلمة يواجه ابنها مشاكل عصيبة في المجتمع البريطاني والذي لم تستطع شرح معاناته لجهله بالإنجليزية مما ترتب عليه لاحقًا انضمام الابن إلى الجماعات المتطرفة، وذلك حسبما ذكرت صحيفة “إن بي أر”.
أثار القصة التي رواها كاميرون النساء المسلمات ضده، حيث اعتبروا أن رئيس الوزراء الأسبق يستهدف النساء المسلمات بشكل خاص ويعاملهم بطريقة غير عادلة.