12:16 ص
الأحد 11 يونيو 2023
الغربية – مروة شاهين:
قد ينسى الإنسان عدة أمور في يومه العادي، ربما مفاتيح أو مكان هاتفه المحمول أو شيء آخر، لكن أن ينسى موقد البوتاجاز ويعود ذلك عليه فقدان حياته فهذا أمر غريب، كما كلف الشاب محمود حياته في الغربية.
في منزل بسيط بقرية كفر المحروق بكفر الزيات بمحافظة الغربية، كانت الأم قد فقدت بصرها وقدرتها على الحركة بسبب بتر في قدميها أيضآ، ما جعلها قعيدة في المنزل تحتاج إلى من يرعاها ويخدمها، كان محمود وشقيقه إبراهيم يتناوبان على خدمتها ورعايتها بعد أن قضت عشرات السنين في خدمتهما ورعايتهما.
صباح أول أمس الجمعة، أعد محمود ” الإبن الأكبر ” وجبة الفطور لوالدته، إلا أنه بغير قصد نسى موقد البوتاجاز مشتعلاً وغادر المنزل، الأم الكفيفة القعيدة لم تر ما فعله الابن، وحتى إن وقع مكروه وحملت الريح آثار ذلك من حريق وما مشابه فإن الأم لن تقوى على الحركة ولا تملك إلى صوتها للاستغاثة والصياح والنداء.
غادر محمود المنزل، بينما موقد النار ما يزال مشتعلا، في منزل بسيط لا يضم أبسط وسائل الحماية من النيران، ونسي أن يغلقها.
لم يمر وقت طويل حتى عاد إبراهيم” الإبن الأصغر”، دخل البيت وشاهد شعلة النار مشتعلة، لا يفصل والدته والموقد سوى أقل من مترين، وبينها وباب البيت الذي لا تراه ضعف المسافة.
أغلق إبراهيم الموقد وهرول إلى والدته يطمئن عليها ويسألها عما حدث، بقلبها أخبرته أن شقيقه الأكبر غفا ونسي بدون قصد موقد النار، سكت الإبن وهو يفكروا في سيناريو سيء كاد أن يحدث لولا حضوره مبكراً إلى البيت.
عصر اليوم ذاته عاد محمود إلى البيت، سأل عن طعام يتناوله، عاتبه شقيقة قبل أن يرد عليه السلام، ارتفع الصوت ولحقت به الأيادي، ونشبت المشاجرة بين الشقيقين، حاولا من خلالها أن يتخلص كل منهم من الآخر.
تدخل الشيطان بين الأخوين كما فعل يإبني آدم، أراد إبراهيم أن يقتص لنفسه، لكنه لم يكتف بزراعيه بل أمسك قطعة خشب يزيد طولها عن متر وهوي بها رأس شقيقه الأكبر فسقط جثة هامدة في الحال.
ربما لم يقصد القتل لكن هكذا فعل بشقيقه الأكبر الذي كان يعينه على الحياة ورعاية والدته، وانتهي المشهد بصراخ الأم التي لم تر ماذا يفعل الأبناء في غياب بصرها وعدم قدرتها على الحركة، وسقوط إبنها الكبير جثة هامدة على يد شقيقه الأصغر منه.
على الجانب الآخر طار إخطار إلى مديرية أمن الغربية، يفيد مقتل “محمود.ع.ش” يبلغ من العمر 45 عاماً، علي يد شقيقه الأصغر “إبراهيم”، وألقي القبض على المتهم بينما ذهب جثمان المتوفى إلى مشرحة مستشفى المنشاوي في طنطا، وتبدأ النيابة العامة في تحقيقاتها.