11:08 ص
الخميس 25 أبريل 2024
غزة – (د ب أ)
أعرب فلسطينيون عن خشيتهم من تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي تهديداته بتوسيع عملياته العسكرية نحو مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة وإجبار سكانها بما فيهم النازحين على إخلائها قريبا.
وقال سكان محليون في المدينة، في تصريحات منفصلة لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إنهم لا يعرفون ما هو مصيرهم الذي ينتظرهم في حال “فعليا قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي شن عملية عسكرية على مدينة رفح”.
وأضاف الفلسطينيون أنهم يعانون كثيرا في المدينة التي تحتوي على أكثر من مليون ونصف إنسان غالبيتهم من النازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم والتوجه لرفح بناء على تعليمات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن حملة عسكرية برية على المدينة الحدودية رفح وذلك بعد إعداد الخطة لذلك والحصول على موافقات رفيعة المستوى بالحكومة الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتنياهو.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن خطة جيش الاحتلال تشمل إخلاء المدينة من السكان والنازحين إلى “مناطق آمنة” غالبا في المناطق الغربية من قطاع غزة بدءا من مواصي رفح حتى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وذكر الإعلام الإسرائيلي أن “خطة جيش الاحتلال عرضت على الولايات المتحدة الأمريكية وأطراف عربية للحصول على تقييمات بشأن العملية العسكرية المزمع تنفيذها”.
وفي ذات السياق، أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان له، أن “رئيس الأركان الجنرال هيرتسي هاليفي أجرى اليوم تقييمًا للوضع وصادق على خطط للمراحل اللاحقة من الحرب في غزة”.
ميدانيا، قال سكان محليون إن مؤسسات دولية وعربية تنشط حاليا في توفير خيام للاجئين في المناطق الغربية لمدينة خانيونس، معتقدين أنها خطوة استباقية وتمهيدية لإخلاء السكان من رفح قبيل بدء العملية العسكرية.
ويقول محمد غنيم، فلسطيني نازح في مواصي رفح منذ خمسة أشهر، لـ(د. ب. أ) “نحن أتينا هنا بناء على أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي ولم يعد لدينا أي مكان آخر يمكننا أن نتوجه له فجميع المحافظات مكتظة بالنازحين فيما لا يوجد مكان صالح في أماكن كثيرة بسبب الدمار الذي حل بالمناطق”.
ويضيف “الوضع مأساوي للغاية، ولا يمكننا الاحتمال أكثر. ما ذنب الأطفال أن يعيشوا مثل هذه الظروف التي لا يحتملها أي إنسان على وجه هذه الكرة الأرضية”، متسائلاً “ماذا ينتظر العالم لوقف الحرب والدمار وأن يساعدوننا في التغلب على نتائجها المأساوية”.
وأعربت هنية أبو الهنود عن خشيتها من فقدان المزيد من أفراد عائلتها في حال نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي تهديداته وقرر بدء عملية عسكرية في رفح، مشيرة إلى أن اجتياح رفح هو بمثابة “ارتكاب المزيد من المجازر ضد المدنيين. نحن فقط من يدفع ثمن هذه الحرب”.
وقالت أبو الهنود البالغة من العمر 62 عاما: “أنا فقدت أربعة من أبنائي وسبعة من الأحفاد في هذه الحرب، ولا أمتلك أي مقومات للحياة لا في خيمة النزوح ولا أي مكان آخر الاجتياح الجديد لرفح يعني تشريدنا جميعا للمرة الألف”.
ولم يستبعد فارس أبو عواد، وهو فلسطيني نازح من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، أن يحاول عبور الحدود مع مصر للهرب من “الموت الجماعي” الذي قد يفرض عليهم كنازحين في رفح.
وفي مناسبات عديدة شدد نتنياهو على عزمه على توسيع العملية العسكرية الى مدينة رفح، معتبرا إياها المعقل الأخير لحماس التي يعمل على تقويض قدراتها في القطاع منذ حوالي سبعة شهور.
وقال نتنياهو، في عدة مؤتمرات صحفية “لا يمكننا أن نحقق النصر الشامل دون القضاء على حماس وألويتها الأربعة الموجودة في رفح الضغوط الدولية تتزايد علينا ولكننا لن نرضخ حتى نقضي على حماس ونحرر أسرانا من سجونها”.
وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة الساحلي للشهر السابع على التوالي وذلك عقب تنفيذ حماس هجوما عسكرية مباغتًا على البلدات المحاذية للقطاع وقتل ما يزيد عن 1200 شخص واختطاف حوالي 240 آخرين، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية.
في المقابل، استشهد أكثر من 34262 فلسطينيًا وأصيب حوالي 77229 آخرين جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها.