03:52 م
الإثنين 10 مارس 2025
كفر الشيخ – إسلام عمار:
يواكب يوم العاشر من شهر رمضان من العام الهجري ذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة، والذي يعرفه الجميع يوم النصر عندما شن رجال قوات المسلحة المصرية حربًا ضد العدو الصهيوني وعبور قواتنا خط بارليف من أجل استرداد كل شبر في أرض سيناء.
“عمرنا ما فكرنا نحارب ولا حد كان بيقولنا هتحاربوا.. انتقلت من كتيبتي روحت كتيبتي الجديدة يوم 9 رمضان عام 1393 هجرية كان متوافق معاه يوم 5 أكتوبر عام 1973، وأول سحور ليا في كتيبتي الجديدة كان في بدايات يوم 6 أكتوبر / 10 رمضان”.. بتلك الكلمات تحدث الجندي علي محمد عبدالله خفاجي”، 74 عامًا، لـ”مصراوي” مستعيدًا ذكريات يوم الانتصار العظيم في تاريخ الدولة المصرية.
عاد الجندي علي إلى ذكرياته في القوات المسلحة عندما التحق بالتجنيد بالقوات المسلحة المصرية في عام 1972، وانضم إلى سلاح مهندسين م.ع ك 250، وهو عمر 21 عامًا، وأنتقل لقوات الجيش الثانى بمنطقة سرابيوم بالأسماعيلية، المشهورة بجنائن المانجو، وذلك قبل حرب 6 أكتوبر بحوالى 5 أشهر تقريبًا.
وخلال الخمسة أشهر التي قضاها في كتيبته الأولى قبل حرب أكتوبر كشف عن زيارة المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية وقتذاك للكتيبة جميعها والتقى بهم ووزع عليهم هدايا فحصل منه على طقم شربات، ووقتها شعر بسعادة بالغة ومازال متذكرًا ذلك المشهد مؤكدًا بأن ذلك المشهد لا يمحو من ذاكرته.
أكد أنه يوم 5 أكتوبر 1973 الموافق 9 رمضان عام 1393 هجرية جرى نقله مع أفراد آخرون في كتيبته إلى كتيبة أخرى بمنطقة القنال للمبيت فيها وذلك بصدور أوامر من قادة الكتيبة العقيد محمد عبدالرحيم فتح الباب، والرائد خميس الشمرلي، وقضي مبيته فيها.
وكشف الجندي علي خفاجي عن تناوله أول وجبة سحور في كتيبته الجديدة وكان وقتها السحور عبارة عن فول وجبن وعدس و3 أرغفة لكل فرد.
ولفت إلى أنه بعد طلوع يوم السادس من أكتوبر 1973 / 10 رمضان 1393 هجرية كانت الأمور تسير هادئة ولا كان فيه ما يشير إلى حدوث تأهب يدل على اندلاع حرب لحين حضر أحد الدعاه قادمًا من التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة تناول محاضرة دارت حول الكفاح، وكيفية تحقيق الأنتقام من العدو خاصة لما يكون استولى على كل ممتلكاتك وضرورة طردهم من ممتلكاتك.
أما لحظة الحرب نفسها والعبور، يقول الجندي علي:”فى ذلك الوقت كنا لانعلم بميعاد الحرب، وفى الساعة 12 ظهرًا تلقينا الأوامر لكل أفراد الكتيبة بالاستعداد والتأهب، وفى الواحدة والنصف أبلغونا قادتنا، وقالوا لنا “يلا يا وحوش إحنا فى مهمة شاقة”.
وأضاف: “بعد منها بحوالى 25 دقيقة ونحن ننتشر رأينا الطيران المصري يحلق فوق سماء سيناء ودارت الحرب وحققنا النصر وقهرنا الجيش الإسرائيلي وكانت المتعة عبورنا واحنا صايمين ورغم المشقة في الحرب على أرض سيناء رفضت مع زملائي الإفطار وصممنا استكمال مهمتنا ونحن صائمون”.
يذكر أن الجندي علي خفاجي تعرض لإصابة أثناء حرب أكتوبر عند مهاجمتهم كيانات العدو وأسر بعضهم نتيجة انفجار لغم فيه وأسفر عن بتر ساقه اليسرى، وبعض الإصابات فى القدم اليمنى بشظايا ووفق ذلك أمر الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعلاجه ومجموعة الجنود الذين تعرضوا للإصابة في الحرب بالخارج بحسب تخصص كل دولة في مجالها الطبي.