01:34 م
الأحد 05 يناير 2025
كتبت- سلمى سمير:
تشهد الصين ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي (HMPV)، مما أثار مخاوف واسعة النطاق من تفشي الفيروس مع اكتظاظ المستشفيات بالمصابين مع بداية فصل الشتاء.
وتركزت الإصابات على المقاطعات الشمالية في الشمال الصين، وتزايدت في صفوف الأطفال.
وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي مشاهد مقلقة من المستشفيات الصينية، تظهر ازدحام المرضى وارتداء الأقنعة في أجواء تذكر بأولى أيام تفشي فيروس كورونا الذي أسفر عن وفاة أكثر من 7 ملايين شخص حول العالم، وكانت بدايته في مدينة ووهان قبل خمس سنوات.
ورغم هذه المخاوف، أكدت السلطات الصينية أن الوضع تحت السيطرة، وقالت وزارة الخارجية الصينية إن تفشي فيروس (HMPV) يُعد جزءًا من الدورة الطبيعية للأمراض التنفسية الموسمية في الشتاء، مشيرة إلى أن “الأعراض هذا العام أقل حدة مقارنة بالأعوام السابقة”.
واتخذت الحكومة الصينية حزمة إجراءات وقائية شملت المراقبة المستمرة للحالات، والتأكيد على ارتداء الأقنعة، وتطبيق التباعد الاجتماعي، وتطهير الأماكن العامة.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، أن السفر إلى الصين آمن تمامًا للسياح والمقيمين، مشددًا على أن “الوضع الحالي لا يستدعي القلق المفرط”.
وفي تصريحاتها قالت ماو نينج “نستطيع أن نؤكد أن الحكومة الصينية تضع صحة المواطنين والمقيمين في الصين على رأس أولوياتها، والسفر إلى الصين آمن”.
وأضافت أن الحكومة قد أصدرت مجموعة من التوجيهات من قبل الإدارة الوطنية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي تتضمن تدابير وقائية لمكافحة الأمراض التنفسية خلال فصل الشتاء.
كما أكدت ماو نينج أن الصين تواصل اتخاذ إجراءات وقائية لحماية المواطنين والزوار من الأمراض التنفسية، بما في ذلك توجيهات واضحة بشأن الوقاية والتعامل مع تفشي الأنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
وذكرت أن هذا التفشي يتماشى مع الدورة السنوية للأمراض الموسمية في فصل الشتاء، مما يعكس طبيعة الموجات التنفسية في هذه الفترة من العام.
ما هو الفيروس (HMPV)؟
يُعد الفيروس الرئوي البشري (HMPV) من الفيروسات التنفسية التي تسبب أعراضًا مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا، مثل الحمى والسعال وضيق التنفس، وعلى الرغم من أن الإصابة تكون خفيفة في أغلب الحالات، إلا أن الفيروس قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي، خاصة عند الفئات الأكثر عرضة، كالأطفال الصغار، وكبار السن، والمصابين بضعف في جهاز المناعة.
وتم اكتشاف (HMPV) لأول مرة عام 2001، وهو فيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات ذات السلسلة الأحادية من الحمض النووي الريبوزي (RNA)، وعلى الرغم من أنه معروف في الأوساط العلمية منذ أكثر من عقدين، إلا أن اهتمامًا متزايدًا أحاط به مؤخرًا بسبب الارتفاع الملحوظ في الحالات، خصوصًا بين الأطفال دون سن 14 عامًا، في شمال الصين.
وينتقل الفيروس عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة، وقد أظهرت دراسات سابقة أن (HMPV) كان مسؤولًا عن تفشيات في دول عديدة، بما في ذلك المملكة المتحدة، مما يعكس طبيعته القابلة للانتشار على نطاق واسع.