03:19 ص
الأربعاء 18 أكتوبر 2023
كتب- عبدالله عويس:
«نتنياهو مجرم حرب»، بهذا الوسم، وبصورة معدلة ملطخة بالدماء، نشر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يشبه إدانات واحتجاجات افتراضية، تنديدا بما وصف بالمذبحة اليوم في مستشفى الأهلي العربي، والمعروف بـ«المعمداني»، حين قصف المكان، ليلة الثلاثاء، مخلفا أكثر من 500 شهيد، ومئات الإصابات، بينهم كثير من الأطفال، في حين يقول الاحتلال الإسرائيلي إن «المستشفى تعرض لهجوم صاروخي فاشل شنته حركة الجهاد الإسلامي».
والقصف الأخير ضمن سلسلة قصفات صاروخية تطلقها قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الثامن من أكتوبر الجاري، وخلفت قبل قصف اليوم أكثر من 2800 شهيد، أكثرهم من الأطفال، في حين أن القصف الذي استهدف المستشفى، كان الأكثر عددا في ضحاياه دفعة واحدة.
ورغم تنديد رسمي، واحتجاج بلغة مباشرة، لما حدث، من دول ومنظمات عربية وإسلامية، وغيرها، لكن طوفانا من الاحتجاجات الافتراضية، على مواقع التواصل الاجتماعي، فرضت نفسها على قوائم الأكثر رواجا (تريند)، فصارت عبارات «نتنياهو مجرم حرب، ومستشفى المعمداني، والسفير الإسرائيلي، ومات الطبيب، وإلغاء القمة الرباعية (كان من المقرر لها أن تكون في الغد)، وحقوق الإنسان» ضمن الأكثر تداولا، في نطاق عربي، فيما كان وسم «مستشفى المعمداني» الأول عالميا.
اتشح «فيسبوك» باللون الأسود، ومن داخله العلم الفلسطيني، كصورة رائجة غير كثيرون صور حساباتهم لها، فيما لم يتوقف كثيرون أمام خوارزميات موقع التواصل الاجتماعي الشهير، والتي تفرض عليهم خناقا وحصارا، على ما يكتبه البعض أو يشاركوه، واعتبر كثيرون أن ما حدث «ليلة لن تنسى».
كانت هاجر هاشم، واحدة ممن غيروا صور حساباتهم الشخصية لصورة سوداء داخلها العلم الفلسطيني، ودونت عبارات وكلمات لم تكن لتدونها من قبل، خشية أن يتعرض حسابها لمشكلة، لكنها تقول إن ما حدث ليس هينا، وكل هذه الحسابات التي والرموز والنقاط التي كانت تضعها، ليست سوى ترهات «ليغلقوا حسابي، لن أستطيع النوم الليلة، المشاهد قاسية واللون الأحمر لم يغيب عن ذاكرتي طويلا».
الصور القادمة من المستشفى كانت بالغة القسوة، صراخ أطفال، وأشلاء مبعثرة، ودماء في كل ركن، ودموع في كل عين، والحناجر لا يصدر عنها سوى عبارات ما بين الآهة والتنديد، والدعاء أحيانا، بأن ينتقم الله للمغلوب على أمرهم.
وفيما كان مسؤولو الصحة في قطاع غزة، يقيمون مؤتمرا صحفيا، بين جثث الشهداء، ما بين كبار وأطفال، مغطاة وغير مغطاة، لاقت الصورة انتشارا كبيرا، وشاركها الكثيرون على نطاق واسع، معتبرين أنها صورة تدخل ضمن آلاف الصور، التي توثق ما فعل الاحتلال في الشعب الفلسطيني، لا اليوم فحسب، وإنما على مدار سنوات.
ومن الواقع الافتراضي، إلى الميادين، خرجت مظاهرات واحتجاجات في دول عربية، تهتف ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتصف ما فعل بمحاولة إبادة شعب كامل، ويتخطى الرد العسكري على هجوم بعينه. خرجت تلك الاحتجاجات في تونس والأردن والعراق ولبنان وقطر، وسط غضب شعبي عربي وإسلامي واسع، لما حدث في مستشفى المعمداني.