09:31 م
الخميس 10 أكتوبر 2024
الغربية – مروة شاهين:
كان الوقت يقترب من المغرب حين ودّع حسين حجازي ابنه الأصغر يوسف في موقف سيارات الأجرة، متوجهًا إلى القاهرة لبدء عامه الجامعي الأول. عاد الأب ذو الخمسين عامًا إلى مسجد آل طه بمدينة المحلة الكبرى، ليؤدي صلاة المغرب ويدعو الله أن يوفق يوسف وأخوته في أمورهم كلها.
اقترب حسين من باب المسجد، تهيأ لإلقاء هموم الدنيا على العتبات، استعد لمناجاة ربه والتماس راحة لطالما وجدها في رحاب بيوت الله.
لحظات قليلة فصلت بينه وبين صلاة المغرب، وقف متأهبًا ثم سقط أمام الجميع في لحظة. رحل ولا أحد يعلم ما بينه وبين ربه، سوى أن آخر سطر في حكايته يتحدث عن رجل صالح، توفي في أحد بيوت الله، تاركًا إرثًا من الخير والتدين، شهد به جيرانه وأسرته.
حسين محمد حجازي، الذي توفي عن عمر 58 عامًا، كان تاجرًا وصاحب محل بقالة في منطقة محلة البرج بالمحلة الكبرى. لديه ابنان: محمد، الذي يدرس في الفرقة الثالثة بكلية الشريعة والقانون، ويوسف، الذي التحق بالفرقة الأولى في كلية اللغات والترجمة.
محمد، ابنه الأكبر، قال لمصراوي: “والدي رحمه الله كان حافظًا للقرآن الكريم، وكان يحرص على أن يحفظنا إياه، كما حرص على أن نلتحق بالأزهر الشريف في جميع مراحلنا التعليمية”.
وقد انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أظهر حسين وهو يدخل المسجد ويخلع نعليه، قبل أن يسقط فجأة بعد دقائق. وقال أحد المصلين إن الجميع فوجئ بسقوط الرجل، وحاولوا إسعافه، لكنه كان قد فارق الحياة قبل أن يتمكنوا من نقله إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن الجميع داخل المسجد وفي الحي الذي سكن فيه عرفوه بحبه للخير وسيرته الطيبة، وأنه كان دائمًا يتمنى حسن الخاتمة.
وشيّع أهالي المنطقة والمصلون بالحزن حسين الذي وصفوه بالصالح التقي، معتبرين أن وفاته في بيت الله دليل على حسن خاتمته.
اقرأ أيضًا:
حسن الخاتمة.. وفاة مسن داخل المسجد يهز قلوب المصلين في المحلة الكبرى -صور