10:39 م
الخميس 06 فبراير 2025
وكالات
بعد سنوات من السرية والتخفي كشف “قيصر سوريا” عن نفسه عبر برنامج “للقصة بقية” بقناة الجزيرة مساء اليوم الخميس، متحدثاً عن أسرار أكبر عملية تسريب هزت أركان بشار الأسد وفضحت جرائمه ومذابحه أمام العالم.
وفي أول ظهور له بعد سنوات كان خلالها حديث العالم المنشغل باسمه ومن يكون وما هي ملامحه، أطل عبر شاشة الجزيرة متحدثاً عن نفسه: أنا المساعد أول فريد المذهان رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق المعروف بـ”قيصر”.. ابن سوريا الحرة.. أنا من مدينة درعا مهد الثورة السورية”.
وتحدث عن تفاصيل مثيرة ومروعة لعملية تهريب عشرات الآلاف من الصور لمعتقلين سوريين قتلوا تحت التعذيب بأقبية وسجون بشار الأسد، إلى خارج البلاد لتكون نواة ملفات قيصر.
وأوضح أن أوامر التصوير وتوثيق جرائم النظام كانا يصدران من أعلى هرم السلطة للتأكد من أن القتل ينفذ فعلياً، وأن قادة الأجهزة الأمنية كانوا يعبرون عن ولائهم المطلق لنظام الأسد عبر صور جثث ضحايا الاعتقال، كاشفاً عن أن أول تصوير لجثث معتقلين كان بمشرحة مستشفى تشرين العسكري لمتظاهرين من درعا في مارس بعد اندلاع الثورة.
وأضاف أن الموقوف بمجرد دخوله المعتقل يوضع رقم على جثته بعد قتله، وأن أماكن تجميع وتصوير جثث ضحايا الاعتقال كانت في مشرحة مستشفى تشرين العسكري وحرستا، لافتاً إلى أنه تم تحويل مرآب السيارات في مستشفى المزة العسكري لساحة تجميع الجثث لتصويرها مع ازدياد عدد القتلى.
وقال إنه في بداية الثورة السورية كانت عدد الجثث من 10 إلى 15 يومياً لتصل إلى 50 في اليوم، مُبيّناً أن النظام كان يكتب أن سبب وفيات من قتلهم هو توقف القلب والتنفس، مشيراً إلى أن عمليات ابتزاز ممنهجة مورست ضد الآلاف من أهالي المعتقلين دون الحصول على أي معلومات.
وعن قرار انشقاقه، قال “قيصر سوريا” فريد المذهان إنه كان يفكر فيه منذ بداية الثورة لكن قام بتأجيله ليتمكن من جمع أكبر عدد من الصور والأدلة.
وروى جانباً من طريقته في إخفاء صور المعتقلين قائلاً: “كنت أخبئ وسائط نقل الصور في ثيابي وربطة الخبز وجسدي خوفا من التفتيش على الحواجز الأمنية”، وأضاف “كنت أتعرض للتفتيش في مناطق سيطرة النظام وفي منطقة سيطرة الجيش الحر”.
وقال إنه كان يملك هوية رسمية عسكرية وهوية مدنية مزورة للتنقل بين مقر عمله بدمشق وإقامته في مدينة التل بريف دمشق، منبهاً إلى أن عملية تهريب الصور كانت تتم بشكل شبه يومي من مقر عمله في دمشق إلى مقر سكني بمدينة التل وامتدت قرابة 3 سنوات.
على مدى 10 أعوام، انشغل العالم بمعرفة الهوية الحقيقية لقيصر الرجل الذي سرّب مشاهد التعذيب في سجون نظام بشار الأسد، فصدر قانون “قيصر” الأميركي وحصلت محاكمات في أوروبا ضد نظام بشار الأسد.