01:51 ص
الأربعاء 13 مارس 2024
كتبت- مصراوي
في الأول من مارس وحتى السابع من الشهر نفسه، استضافت مدينة سوتشي أحد أهم مدن روسيا الاتحادية مهرجان الشباب العالمي، والذي كان تجمعًا للحوار المفتوح وتبادل الآراء، حيث تمكن الجميع من التعبير عن وجهة نظرهم بل والاستماع إلى وجهات نظر مختلفة حول العالم، بل وانضموا المتواجدين سويّا لمعالجة مشاكل عدة بل ومساعدة بعضهم البعض لبناء عالم عادل.
نحو 20 ألف شاب وفتاة حضروا من مختلف دول العالم ، في مجالات الأعمال والإعلام والتعاون الدولي والثقافة والعلوم والتعليم والعمل التطوعي والأعمال الخيرية والرياضة ومختلف مجالات الحياة العامة، بالإضافة إلى الشباب الذين يمثلون مختلف منظمات وجمعيات الأطفال.
وحد المهرجان الفريد المشاركين من مختلف المهن والمعتقدات والأعراق وأصبح تجسيدًا للصداقة بين الشعوب.
وشمل المهرجان مسيرات وألعاب وحفلات موسيقية وفعاليات موحدة مثل المناقشات وورش العمل والتواصل والاجتماعات والبرامج الرياضية مع مسابقاتها وبرنامج ثقافي مكثف.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي ألقى كلمة في ختام المهرجان، أعرب عن ثقته بأن المهرجان سيكون داعمًا لمستقبل أفضل وفرصة للحوار بين مختلف شعوب العالم في أجواء مليئة بالثقة والصداقة، خاصة وأنّ أشكال الاتصال غير الحكومية بين الدول يمكن أن تخلق ظروفًا لتحقيق المساواة في العلاقات على مستوى الدولة أيضًا. لم يستبعد الرئيس إمكانية تنظيم مهرجانات جديدة مثل هذه.
لم يكن الحوار وتكوين الصداقات الهدف الوحيد من المهرجان، فبين جنباته، لم تتوقف الفعاليات على مدار سبعة أيام ليتخطى عددها 800 فعالية، من بينها عروض فنية وثقافية وترفيهية، والعديد من الأحداث التعليمية والرياضية وفي مجالات العلوم الأخرى.
وازدحمت الأجنحة بممثلي مختلف دول العالم التي تستعرض عاداتها وثقافاتها، بمشاركة أكثر من خمسة آلاف متطوع، و1500 متحدث وما يزيد على 3000 فنان، في حين كان الحضور العربي لافتا، وحملت أكتاف كثير من الشباب الكوفية الفلسطينية كتعبير عن دعم أهل غزة و رفضهم للحرب الدائرة هناك منذ أشهر.
كما ألقى الرئيس الروسي كلمة رئيسية في الحفل الختامي للمهرجان، أجاب فيها على أسئلة المشاركين حول الوضع الحالي للشؤون الدولية وسمات علاقات موسكو مع الجهات الفاعلة الجيوسياسية الأخرى، وقال بوتين خلال كلمته إن روسيا ترحب بعدد الدول التي أرسلت ممثليها إلى مهرجان الشباب العالمي في روسيا، لكن البلاد لا تتنافس مع أي شخص.
ولم يستبعد الرئيس إمكانية تنظيم مهرجانات شبابية جديدة على غرار مهرجان الشباب العالمي 2024 في روسيا، مضيفًا أن أشكال الاتصال غير الحكومية بين الدول يمكن أن تخلق ظروفًا لتحقيق المساواة في العلاقات على مستوى الدولة أيضًا.
كما شدد بوتين على أنه لا توجد ظروف متساوية للجميع في العالم، مشيرًا إلى أن هذا هو «الظلم الرئيسي» للنظام العالمي الحالي. علاوة على ذلك، لا مكان للتفرد أو الفصل العنصري لأي شخص، على حد قوله، كما أولى الرئيس الروسي اهتمامًا خاصًا لقضايا الشؤون العالمية وأجاب على أسئلة المشاركين في المهرجان.
تحدث بوتين عن سياسة واشنطن، مشيرًا إلى أن احتكار الولايات المتحدة مكروه من قبل الغالبية العظمى من الدول، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة. مضيفًا أنه من المستحيل إنكار أن الولايات المتحدة قوة عظمى، و تطرق بوتين خلال حديثه أيضًا إلى نهج الغرب وروسيا تجاه إفريقيا، مشيرًا إلى أن موقف الدول الغربية تجاه القارة غير عادل وأنه يجب فعل كل شيء لتغيير الوضع الحالي.
وبين أبرز الفعاليات التي شهدها مهرجان شباب العالم، كانت مسيرة لآلاف الشباب يرتدون ملابسهم التراثية، وأظهرت أعلام العديد من الدول في أثناء سير الآلاف من مشاركي المهرجان بشوارع مدينة سوتشي، ما مثّل فرصة سانحة للآلاف للتعرف على ملامح من ثقافة الدول الأخرى.
واستمتع الشباب المشاركون بقضاء الأمسيات في الحفلات الموسيقية والبرامج الحوارية مع الفنانين المشهورين وغيرهم من المشاركين في المهرجان، بالإضافة إلى المشاركة في مناقشات وجلسات حوارية وتدريبية، ومشاهدة العروض المتنوعة.