10:25 م
السبت 24 يونيو 2023
(دويتشه فيله)
سمحت الحرب ضد أوكرانيا لقائد مجموعة فاجنر بفرض نفسه لاعبا أساسيا في روسيا. ومنذ أشهر يخوض صراعا على السلطة مع قيادة الجيش الروسي، لكن يبدو أن هذا الرجل المتهور الذي يصعب التنبؤ بتحركاته، قد تجاوز خط اللاعودة.
بدأ قائد مجموعة فاجنر يفغيني بريغوجين يظهر إلى دائرة الضوء في سبتمبر الماضي بالتزامن مع تكبد الجيش الروسي هزيمة تلو الأخرى في أوكرانيا ما شكل انتكاسة لقارعي طبول الحرب على غراره. وبدا أن الحرب في أوكرانيا وفرت فرصة من ذهب لرجل الأعمال للخروج إلى دائرة الضوء بعدما عمل لسنوات في الظل، ليفرض نفسه لاعبا أساسيا في روسيا.
في مايو 2023، وبعد معارك شرسة ودامية، وصل بريغوجين إلى القمة بإعلانه سيطرة فاجنر على باخموت في شرق أوكرانيا محتفيا بانتصار نادر للقوات الروسية على أرض المعركة.
لكن خلال هذه المعركة أيضا تفاقم التوتر مع هيئة أركان الجيش الروسي. فبريغوجين يتهم الهيئة بحرمان فاجنر من الذخائر ويكثر من اللقطات المصورة التي يشتم فيها القادة العسكريين الروس. وهذا أمر لا يمكن تصوره من أي شخص آخر في روسيا التي تشهد قمعا شاملا.
وأكد يومها للمرة الأولى علنا أنه أسس في 2014 مجموعة فاجنر المسلحة الناشطة في أوكرانيا وسوريا وإفريقيا كذلك. وفرض نفسه قائدا أساسيا.
وشدد على أن هؤلاء “الشباب، هؤلاء الأبطال دافعوا عن الشعب السوري وشعوب دول عربية أخرى وعن الفقراء الأفارقة والأميركيين اللاتينيين وأصبحوا إحدى ركائز وطننا”.
في أكتوبر ذهب بريغوجين أبعد من ذلك عندما دشن بحفاوة مقر “شركة فاجنر العسكرية الخاصة” في مبنى زجاجي في مدينة سان بطرسبرغ في شمال غرب روسيا.
ونشر بريغوجين، سيد الاستفزاز في فبراير، مقطعا مصورا يظهره في طائرة حربية يقترح على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقرير مصير باخموت خلال منازلة جوية.
“الدعوة إلى تمرد مسلح”.. نهاية بريغوجين؟
ووصل الصراع مع بين قائد مجموعة فاجنر وقيادة الجيش الروسي، أمس الجمعة، إلى مستوى جديد، بعد أن اتهم الملياردير الحليق الرأس الجيش الروسي بقصف معسكرات قواته بطلب من وزير الدفاع سيرغي شويغو ودعا إلى “التمرد المسلح”، كما أقسم أنه سوف “يوقف” شويغو بالقوة. ويؤكد بريغوجين البالغ 62 عاما أن لديه “25 ألف” مقاتل يتبعون أوامره وقد دعا الجيش والمواطنين الروس إلى الانضمام إليه نافيا أن يكون أقدم على “انقلاب عسكري”.
وردا على ذلك، باشرت الأجهزة الأمنية الروسية النافذة جدا تحقيقا في حقه بتهمة “الدعوة إلى تمرد مسلح” وهي تهمة خطرة يمكن أن تدخله السجن لفترة طويلة. والآن أصبح “طباخ بوتين” بين عشية وضحايا في نظر بوتين “خائنا” متوعدا بـ” عقوبة قاسية” كل من سار عن وعي في طريق الخيانة وأعد للتمرد المسلح، واتبع طريق الابتزاز والأساليب الإرهابية، سيلقون عقابهم، وسيحاسبون أمام القانون وأمام شعبنا.
لكن ما من شيء مضمون عندما يتعلق الأمر ببريغوجين المتمرس في فن الاستفزاز وتغيير المواقف. تقول المحللة الروسية المستقلة تاتيانا ستانوفايا “يبقى معرفة ما سيحدث” معتبرة أن السلطات تسعى “ربما إلى إخراج بريغوجين من اللعبة بمشاركة نشطة من هذا الأخير”. وتضيف “بالنسبة لجهاز الأمن الفدرالي وهيئة الأركان ما يحصل يناسبها تماما. على أقل تقدير، سيتعرض بريغوجين لضربة”.
من سجين سابق إلى قائد جيش من السجناء
ولكي يبني جيشا على قدر طموحاته، راح بريغوجين المولود كما بوتين في سان بطرسبرغ، يجند آلاف السجناء ليقاتلوا في أوكرانيا في مقابل العفو عنهم، كما اقر هو العام الماضي.
ويعرف يفغيني بريغوجين أوساط السجون جيدا، فقد أمضى تسع سنوات في السجن في الحقبة السوفياتية لارتكابه جرائم. خرج من السجن العام 1990 عندما كان الاتحاد السوفياتي على شفير الانهيار وأسس شركة ناجحة لبيع النقانق. وأرتقى السلم بعد ذلك وصولا إلى فتح مطعم فخم أصبح من أهم مطاعم سان بطرسبرغ، حين كان نجم بوتين يصعد.
وبعد وصول فلاديمير بوتين إلى سدة الرئاسة في العام 2000 راحت مجموعة بريغوجين توفر خدمات طعام للكرملين فلقب بـ”طاهي بوتين” وقيل إنه حقق المليارات بفضل عقود عامة.
ويبدو أنه استخدم هذه الأموال لتأسيس فاجنر وهو جيش خاص ضم في صفوفه أولا مقاتلين قدامى أصحاب خبرة من الجيش وأجهزة الاستخبارات الروسية.
في 2018، في حين كانت هذه المجموعة قد لفتت الأنظار في أوكرانيا وسوريا وليبيا، بدأت تسري معلومات عن انتشارها في إفريقيا أيضا. وقد قتل ثلاثة صحافيين روس كانوا يجرون تحقيقا حول هذه المجموعة في جمهورية إفريقيا.
لمزيد من الأخبار والتفاصيل حول تمرد فاجنر في روسيا اضغط هنا