03:33 م
الثلاثاء 18 يونيو 2024
كتب- محمد صفوت:
لا تزال تفاصيل هجمات السابع من أكتوبر التي نفذتها حماس والفصائل الفلسطينية ضد الدولة العبرية وأطلق عليها “طوفان الأقصى”، تتكشف بعد 256 يومًا من الحرب، في حادث وصفه قادة الدولة العبرية بالأسوأ في تاريخ إسرائيل.
وكشفت هيئة الإذاعة العبرية، عن وثيقة استخباراتية جديدة، تعود إلى 19 سبتمبر الماضي، قبل نحو 3 أسابيع من هجمات السابع من أكتوبر، أعدتها وحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
الوحدة 8200 هي إحدى وحدات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وأكبرها، وهدف تأسيسها، التنصت وفك التشفير لإيصال المعلومات والتحذيرات للقيادة المركزية وهيئة الأركان بجيش الاحتلال الإسرائيلي.
تحمل الوثيقة الاستخباراتية التي كشفت عنها هيئة الإذاعة العبرية، عنوان “تدريب مفصل على المداهمات من البداية إلى النهاية”.
حصلت فرقة غزة، التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على الوثيقة فور إعدادها، لكنها تجاهلت التحذيرات التي تفيد باحتمال شن هجوم واسع على الدولة العبرية يتضمن احتجاز أسرى.
يؤكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون، أن الوثيقة كانت معروفة لدى أعلى مستوى استخباراتي إسرائيلي أو على الأقل لدى فرقة غزة، لكن تم تجاهلها.
الوثيقة تكشف تفاصيل الهجوم
الوثيقة التي كشف عنها النقاب، يصف كاتبها بالتفصيل سلسلة من التدريبات التي نفذتها وحدات النخبة التابعة لحماس، والتي مارست فيها المداهمات البؤر الاستيطانية العسكرية والكيبوتسات وأسر جنود الاحتلال والمدنيين الإسرائيليين، كما تتضمن تفاصيل حول كيفية احتجاز الأسرى وحراستهم أثناء وجودهم في الأسر.
تتناول الوثيقة التسلسل الزمني لتدريبات الجناح العسكري لحماس، وجاء فيها: “في الساعة 11 صباحًا، شوهدت عدة سرايا تتجمع لبدء التدريب، وفي الساعة 12:00 يتم توزيع المعدات والأسلحة على مقاتلي حماس، ثم يبدأ تمرين في مقر قيادة السرية وفي الساعة 14:00 يبدأ التدريب على الاقتحام”.
يبدأ التدريب الذي رصدته الوثيقة، باقتحام موقع استيطاني وهمي لجيش الاحتلال، تم بناؤه في غزة، لمحاكاة البؤر الاستيطانية في غلاف القطاع، ويتم تنفيذ التمرين من قبل 4 سرايا، خصص لكل منهما موقع استيطاني مختلف.
حدد ضباط الاستخبارات الإسرائيلية الذين تابعوا تمرين الجناح العسكري لحماس، في وثيقة الخطوات التالية بعد اقتحام الأراضي الإسرائيلية والاستيلاء على البؤر الاستيطانية، وذكروا أن التعليمات كانت تسليم الجنود الأسرى إلى قادة السرية.
ورجحت الوثيقة التي كشف عنها مؤخرًا أن يتراوح عدد الأسرى بين 200 إلى 250 أسيرًا.
وصفت الوثيقة التي أعدت في 19 سبتمبر الماضي، الأهداف العسكرية التي كانت تعتزم حماس مهاجتمها في عملية “طوفان الأقصى” وتتضمن مقرات القيادة، ومقرات قيادة العمليات، والمعابد اليهودية بالقواعد العسكرية، ومقر الطيران الحربي، ومقر الاتصالات، ومعدات إطلاق النار، وأماكن الجنود.
بحسب الوثيقة، فقد تم توجيه أوامر واضحة لقوات النخبة التابعة لحماس بضرورة تفتيش المكان قبل المغادرة وعدم ترك أي وثائق.
وفق لما كشف عنه فلم تكن استخبارات القيادة الجنوبية الإسرائيلية وفرقة غزة على علم بخطة حماس لأسر جنود الاحتلال، لكنها تضمنت تفاصيل عن الظروف التي احتجز فيها الأسرى بما في ذلك تعليمات لمقاتلي حماس حول كيفية التصرف في الحالات القصوى، وكيفية احتجاز الأسرى وتحت أي ظروف يمكن إعدامهم.
استعدادات فرقة غزة
بحسب الوثيقة، فإن السيناريو الأكثر تطرفًا الذي استعدت له فرقة غزة قبل عملية “طوفان الأقصى” هو تسلل العشرات من مقاتلي حماس إلى 3 موافق فقط، على أقصى تقدير، ومحاولة أسر عددًا من جنود الاحتلال والمدنيين.
ومن المتوقع أن يقدم فريق التحقيق في هيئة الأركان العامة إلى رئيس الأركان النتائج الأولية للإغفال عن مثل هذه التقارير في غضون أسبوعين.
وقبل اندلاع الحرب، كانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فخورة بالحاجز الأمني الجديد والذكي، الذي بنته قبل عامين من هجوم حماس على حدود غزة، وزودته بأنظمة استشعار وتكنولوجيا حديثة لرصد أي تحركات قربه والتنبؤ بأي هجوم محتمل.
وفي فبراير الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن فتح تحقيقًا داخليًا يركز على هجمات السابع من أكتوبر، وما سبقها من ظروف أدت إلى وقوع تلك الهجمات.
وقبل يومين، أصدرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية، قرارًا تجميد التحقيق الذي يجريه مراقب الدولة بفشل الجيش الإسرائيلي والشاباك بالتعامل مع هجمات 7 أكتوبر.
اقرأ أيضًا: خداع استراتيجي وتدريبات على مرأى إسرائيل.. كيف خططت حماس لـ”طوفان الأقصى”؟