07:00 م
السبت 15 يونيو 2024
السويس_ حسام الدين أحمد:
تمثل أسواق الماشية المجمعة فرصة جيدة لاختيار أضحية مقبولة جودة وسعرًا، وفي سوق بقرية الألبان الجديدة بالسويس يمكن البيع بالرأس، دون اللجوء للميزان، والبعض يفضل أن يدفع بسعر الكيلو القائم، ويحسم الفصال كثيرًا من عمليات البيع في السوق.
في السويس يقصد الراغبين في شراء الأضاحي سوق قرية الألبان الجديدة والذي يفد إليه التجار من عدة محافظات، مع منتصف الليل تنطلق السيارات من قرى بعيدة محملة بالأغنام من الماعز والضأن، تقطع رحلة مدتها ساعتين وأكثر، يفضل التجار السفر في الليل لتجنب حرارة الشمس، وحتى لا يجمع مشقة السفر والشمس على أغنامه.
من القصاصين بالإسماعيلية، ومنيا القمح بالشرقية، وأهل جنوب ووسط سيناء، ومربي الأغنام في السويس، يجلب التجار أنواع مختلفة من الأغنام، بأسعار متفاوتة حسب جودة اللحوم ونسبة الدهن الأقل وصافي اللحم.
مع فجر اليوم يتحرك المواطنون من مدينة السويس إلى السوق، رحلة تستغرق نحو 45 دقيقة، يصلون بعد شروق الشمس، السوق فرصة لعرض البضاعة الجيدة والرديئة، الأولى يباع أولًا، كما أن أغلب التجار تعود قبل دقات الحادية عشر صباحًا، هربًا من ذروة حرارة الشمس.
وصل “محمود” مع دقات الثامنة صباحًا، ليبدأ رحلة البحث عن أضحية بسعر يقل عن 8 آلاف جنيه، في السوق عرض التجار الضاني بسعر 220 جنيهًا للكيلو و230 للماعز، بينما يقل سعر الإناث، والاغنام كبيرة السن والوزن.
شاهد الشاب “جدي” متوسط الحجم، سأل التاجر عن سعره، فرد 8000 جنيهًا، بعد فصال ومناقشة في السعر وافق التاجر على خفض 500 جنيه من السعر، قبل أن يخرج محمود ماله سأله عن وزن الجدي، رد التاجر أنه يزن 40 كيلو، أي ينتج جوال 22 كيلو لحم صافي، حيث متوسط صافي الجديان والماعز 60% من الوزن القائم.
دفع الشاب قليل الخبرة الأموال، رفع أضحيته شك في وزنها، ذهب إلى الميزان الذي يبعد بضعة أمتار عن التاجر، ليكتشف أنه يزن 32 كيلو فقط، وأن التاجر لم يكرمه في السعر، عاد بالجدي إلى التاجر وقبل أن يصيح فيه غاضبًا، اختار له أضحية أخرى ورفض محمود استلامها إلا بعد وزنها.
محمد أبو فهد، تاجر أغنام في السوق، يقول إن الجديان الشامي بلدها الأصلي سوريا والأردن، وهي تتميز بأوزانها التي تصل إلى 80 كيلو ونسبة صافي اللحم التي تتجاوز 60 %، بينما الجديان البلدي لا تزيد عن 50 كيلو.
ويضيف أن السعر المعلن للكيلو القائم سواء في الضأن أو الماعز، هو للأغنام متوسط الحجم، من 40 إلى 60 في الخراف ومن 30 إلى 45 في الماعز، بينما الأضاحي الأكبر وزنًا فإن سعرها القائم أقل.
السبب في ذلك رغبة التجار في سهولة البيع، خاصة إذا كانت الخراف من الرحماني أو السوداني والتي تمتاز بوزنها الكبير حيث يصل وزن الخروف 90 كيلو، بحسبة بسيطة فإن سعره يصل 19800 جنيه إذا ما عرضه التاجر بسعر 220 للكيلو القائم، لذلك يخفض التجار السعر بنسبة 10% تقريبا ليباع بسعر 200 جنيه، كما يحكم الفصال البيع والشراء، لا سيما أن ذلك المبلغ يوفر له نصيب جيد ولحم أكثر إذا اشترك المشترى في أضحية كبيرة.
في زاوية من السوق كان أحد التجار حضر من مركز أبو كبير بالشرقية، عرض أغنام إناث بسعر منخفض، بعضها صغيرة السن وأخرى عجوزة انقطعت ولدتها، كان سعر أقل مما يعرض بالسوق.
كان أيمن فريد، يبحث عن أضحية بسعر مقبول، يعرف إن الاناث أقل سعرا، بحث عن نعجة صغيرة في السن، يقول أيمن إن الإناث الكبيرة تكون كثيرة الدهن مقارنة بالكباش، كما أن لحمها ليس طريًا خاصة إذا كانت كبيرة ووضعت صغارا أكثر من مرة.
داخل السوق أيضا كان الشراء من نصيب أصحاب مزارع السلالات، قدموا بها من الإسماعيلية والشرقية، الأغنام التي انقطعت ألبانها وكبرت في السن لن تدر ربحًا على صاحبها، والمكسب السريع في بيعها لحم، كانت تباع في السوق بسعر أقل من البلدي.
تنوع الأغنام المعروضة، بين الكبيرة بجسم قليل والصغيرة كبيرة الحجم، والضعيفة قليلة اللحم كثيرة الدهن، أعاد ظهور “الجساس” مرة أخرى، وهي مهنة تبدو بسيطة لكنها تعتمد على خبرة صاحبها، يعرف عمر الأضحية وإن كانت مريضة أم سليمة، وتحت فراء ظهرها لحم أم شحم، والأهم إن قرر المشتري إن يضحي بأنثى هل خالية أم عشراء.
وسط صخب السوق، وقف الطفل عبدالرحمن يساعد والده وقد ارتكن في الظل، يحاول جذب الأنظار إلى ما لديهم من أغنام ما بين خراف برقي ورحماني وبلدي، وجديان شامي وشلاتين، اختار الطفل كبش كبير الحجم، يزيد عن ضعفي وزنه، همّ برفعه، وبعد محاولات نجح، وأوقفه على الأرجل الخلفية فبدا أطول منه، حصل عبدالرحمن على تحية زوار السوق ونجح في جذب الزبائن.