01:44 م
الإثنين 03 مارس 2025
القاهرة- مصراوي:
قبل ساعات من انطلاق القمة العربية المقرر عقدها في القاهرة غدًا الثلاثاء 4 مارس، أعلن وزير الخارجية بدر عبد العاطي، أنه تم الانتهاء من “الخطة المصرية العربية” المقترحة بشأن قطاع غزة، وأنها أصبحت جاهزة “لكن أحدًا لم يطلع عليها بعد”، مؤكدًا أن القاهرة تنتظر عرض الخطة على قادة الدول العربية في القمة الاستثنائية.
وأكد في مؤتمر صحفي مشترك مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط دوبرافكا شويكا أن القمة يجب أن تقرّ الخطة أولًا قبل عرضها على أي طرف أجنبي”، قائلًا “لا يمكن مشاركة أي طرف في تفاصيل الخطة قبل إقرارها من القادة والرؤساء والزعماء يوم 4 مارس”.
وتسعى الخطة المصرية إلى إعادة إعمار غزة من خلال نهج متكامل، يجمع بين الإغاثة الفورية، والتنمية طويلة المدى، والمسار السياسي، كبديل لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طرح فكرة تهجير سكان غزة ونقلهم إلى مصر والأردن.
وتنقسم الخطة إلى ثلاث مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى (التعافي المبكر – 6 أشهر):
إزالة الركام وإصلاح البنية التحتية الأساسية.
توفير منازل متنقلة مؤقتة للنازحين.
استمرار تدفق المساعدات الإنسانية.
المرحلة الثانية (إعادة الإعمار – 3 إلى 5 سنوات):
عقد مؤتمر دولي لجمع التمويل اللازم لإعادة الإعمار.
توفير دعم مالي بقيمة 20 مليار دولار من دول الخليج والدول العربية.
تنفيذ مشاريع بنية تحتية تشمل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
المرحلة الثالثة (المسار السياسي – التمهيد لحل الدولتين):
إطلاق حوار سياسي لتعزيز حل الدولتين.
دعم جهود تحقيق استقرار دائم وضمان حقوق الفلسطينيين.
دعم عربي ودولي
وتحظى الخطة بدعم عربي واسع، إذ نوقشت في قمة غير رسمية بالسعودية جمعت قادة الخليج، والرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، كما لاقت ترحيبًا صينيًا، إذ بحث وزير الخارجية المصري تفاصيلها مع نظيره الصيني وانغ يي.
وجاءت الخطة ردًا المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقضي بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، مع إمكانية تحويل القطاع إلى منطقة سياحية “ريفييرا الشرق الأوسط” وتقاسم مسؤولية إعماره مع دول أخرى، لكن في آخر تصريحاته، قال إنه “لن يفرض التهجير لكنه يقترحه”، مستغربًا رفض مصر والأردن للخطة.
وفي مقابلة لترامب مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، قال: “لقد دفعنا لمصر والأردن مليارات الدولارات، وتفاجأت من موقفهم الرافض، لكنهم فعلوا ذلك، وأرى أن الحل يكمن في الخطة التي اقترحتها، والتي أعتقد أنها ناجحة”.
وبعد ذلك أبدى ترامب استغرابًا بسبب ما وصفه بـ”تنازل” إسرائيل عن قطاع غزة في الماضي واصفا الأمر “بالقرار العقاري السيء”، وذلك خلال حوار أجراه مع إذاعة “فوكس نيوز” الأمريكية، أول أمس الجمعة.
وتعد الخطة المصرية محاولة جادة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة من خلال نهج متكامل يجمع بين إعادة الإعمار والدعم السياسي، لكن نجاحها سيعتمد على مدى التعاون الدولي، وقدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى اتفاقات تضمن التنفيذ الفعلي لهذه المراحل.