11:37 ص
السبت 02 سبتمبر 2023
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
مصر تحتل المركز السابع على مستوى العالم في احتياطي خام الفوسفات، والمركز السادس في إنتاج الخام، فيما تحتل شركة فوسفات مصر بوزارة البترول، 70% من إنتاج الخام على مستوى مصر بحوالي 8.5 مليون طن سنويًا، في حين بدأت تطبيق خطة لمشروعات القيمة المضافة.
ونجحت فوسفات مصر في تنفيذ أول خط تعبئة للخام في شكائر مجهزة وخاصة، تحافظ على الخام من التلوث كأول مشروع قيمة مضافة لخام الفوسفات، حسبما أكد المهندس محمد عبد العظيم، رئيس فوسفات مصر بوزارة البترول والثروة التعدينية، في تصريح خاص لـ” مصراوي”، لافتا إلى أن تعبئة الخام بعد فرزه وطحنه بكسارات المنجم في هضبة أبو طرطور وتصنيفه وتقيمه حسب حجم الحبيبات للخام والتي يطلبها العميل حسب استخدام الخام في الصناعة أو التسميد المباشر للتربة الزراعية كما تفعل بعض الدول.
وأضاف محمد عبد العظيم، أن فوسفات مصر نفذت أول خط لتعبئة الفوسفات بموقع المشروع في أبو طرطور بمركز الخارجة تنفيذًا لتوجيهات المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، كأول مشروع قيمة مضافة للخام، بدل من تصديره على شكل حبيبات داخل حاويات وهو ما يعرضه للتلوث أو الهدر ولذلك نجحت فوسفات مصر في تدشين خط تحميل على التوازي مع خط التعبئة للخام يتضمن نقل الخام معبأ داخل شكائر خاصة على ظهر الشاحنات التي تتولى نقله للسوق المحلي أو للموانئ للتصدر للخارج.
وأشار عبد العظيم، إلى أن فوسفات مصر حاليا نفذت أول خطوة من مشروعات القيمة المضافة لخام الفوسفات وهي التعبئة والتحبيب لإنتاج خام بأحجام مختلفة تلبي احتياجات السوق المحلي والخارجي حسب نوع الصناعة التي سيدخل فيها الخام مثل الأسمدة أو حامض الفوسفوريك، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية ووزير البترول لتعظيم الاستفادة من الثروات التعدينية، وعلى التوازي بدأت الشركة في استقبال وفود من دولتي الهند والصرب لبحث أطر التعاون المشترك في مجال صناعات القيمة المضافة لخام الفوسفات والتدريب والتأهيل للكوادر المصرية على هذا المجال.
وقال عبد العظيم، إن مناجم الفوسفات بالوادي الجديد استقبلت منذ يومين السفير الهندي بالقاهرة، يرافقه الملحق التجاري بالسفارة، لبحث سبل الاستثمار المشترك في مجال مشروعات القيمة المضافة لخام الفوسفات وذلك كأولى بشائر الإنضمام لمجموعة “بريكس”.
وأوضح عبد العظيم، أن فوسفات مصر يغزو أسواق دول (أستراليا – فرنسا – بولندا – إيطاليا – تركيا – لبنان – رومانيا – تركيا – إسبانيا – ماليزيا – الهند – البرازيل – وإندونيسيا) فيما تتصدر دولتا البرازيل وإندونيسيا أعلى الأسواق التي تشتري خام فوسفات مصر، كما أن خام فوسفات مصر على مدار خطة الشركة البيعية لعام 2022 حقق نجاحات كبيرة في فتح أسواق تصديرية جديدة بما يحقق عوائد دولارية للاقتصاد الوطني حيث بلغت الإيرادات الدولارية على مدار العام الماضي 97 مليون دولار مقابل 42 مليون دولار عن العام السابق.
من جانبه قال طارق إمام سلامة، نائب رئيس فوسفات مصر بوزارة البترول والثروة المعدنية، إن فوسفات مصر حقق نسبة 28 % من إجمالي الإنتاج للسوق المحلي بينما 72 % للأسواق العالمية حيث إن فوسفات مصر تتصدر أعلى نسبة صادرات خام الفوسفات بنسبة 60 % من حجم الصادرات المصرية طبقا لإحصائيات 2022 .
“الهضبة لم تبوح بكافة أسرارها” حيث إنها تحتوى على حوالى مليار طن فوسفات ولذلك أكبر احتياطي مجتمع في موقع واحد من الخام، بينما جرى حاليًا التعاقد مع شركة متخصصة في إنتاج الرخام وذلك لاستغلال الحجر الجيري الذى يشكل الغطاء الصخري لخام الفوسفات بالهضبة في أكثر من موقع بها، هكذا قال طارق إمام سلامة نائب رئيس شركة فوسفات مصر لتنمية الأعمال والمشروعات، مؤكدا أنه بالتالي يجري تحقيق استفادة من الغطاء الصخري غير المستغل قبل وقت سابق وإزالته واستخدامه بشكل اقتصادي فيما يجري إزالة هذا الغطاء من فوق خام الفوسفات وهو ما يقلل تكلفة الاستخراج للفوسفات وهو ما يعتبر ضرب عصفورين بحجر واحد وبالفعل جرى استخراج عينات من الرخام من فوق خام الفوسفات ونجحت العينات وجرى إرسالها لأكثر من مستورد وشركات عاملة في مجال الرخام للبدء في الإنتاج والتسويق خلال الفترة القليلة المقبلة.
هضبة أبو طرطور بمركز الخارجة في الوادي الجديد مساحتها 1200 كيلو متر مربع وتأخذ شكلًا بيضاويًا غير مكتمل مفتوح ناحية الشمال الغربي، وتبعد 45 كيلو مترًا عن مدينة الخارجة في الاتجاه الغربي، وجرى حفر 377 بئرًا جوفية استكشافية بالهضبة عن طريق هيئة المساحة الجيولوجية قديمًا لتحديد حجم خام الفوسفات بالهضبة، والذى وصل لمليار طن ومقسمة لـ7 قطاعات هي “عين عمور – الليفية – المغربي الليفية – المغربي – الزيات – قلوع الصبايا – وادى البطيخ”، وتعمل فوسفات مصر في استخراج خام الفوسفات بشكل رئيسي من قطاع المغربي الليفية حاليًا بينما يصل عمر خام الفوسفات في المنطقة على 71 مليون سنة.
ويواجه خام الفوسفات مشكلة في تصديره بشكل خام للخارج على هيئة خام مطحون أو بوردة وهو ما يقلل من القيمة الاقتصادية له وهو ما تسعى القيادة السياسية في أكثر من تصريح لها بضرورة الاستفادة من الثروات التعدينية في صناعات قيمة مضافة بدلا من تصديرها خام للخارج وإعادة استيرادها بشكل مصنع وهو ما يعود بالنفع على الدول المستوردة للخام.