05:03 م
الثلاثاء 05 مارس 2024
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
حكاية ” الديك والكنز” أو الذهب المدفون قصة تناقلتها الأجيال عبر العصور الماضية في أقدم درب في واحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، عن ظهور هذه المعالم داخل مناطق أثرية.
وتكررت تفاصيل قصة ظهور واختفاء “ديك من الذهب” فيما يعرف باسم بيت مصباح بدرب “السندادية” وهو أقدم بقايا هذا الدرب ذو الملامح الدالة على الحياة القديمة التي كانت قائمة في الواحات، منذ نهاية العصر الروماني ومطلع الحكم الإسلامي في مصر، وتحول إلى مزار سياحي ووجهة لعشاق التراث القديم.
“بيت مصباح الواحاتي” واحد من أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في المنطقة، فيعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، ويُعتقد أن بيت مصباح الواحاتي جرى بناؤه في عام 1875 وكانت تسكنه عائلة ” العواشير” إحدى أقدم عائلات واحة الخارجة القديمة ثم انتقلت ملكيته لمنتصر مصباح أحد أبناء الخارجة وموظف من هواة التراث والتاريخ بالمحافظة.
ويشتهر بيت مصباح الواحاتي بعمارته القديمة والجميلة التي تحمل آثاراً وتصميمات فريدة تعكس تاريخ المنطقة وتراثها وقد شهد العديد من الأحداث التاريخية والثقافية في المنطقة.
13 غرفة داخل بيت مصباح:
تجولت عدسة “مصراوي” في أجزاء المنزل المكون من 13 غرفة بواقع 12 غرفة للمعيشة و الأخيرة لتخزين الحبوب والغلال كانت تعيش في عائلة واحدة حيث كل غرفتين مخصصتين لأسرة من أبناء نفس العائلة ومساحته 120 مترا مربعا بينما مدخل البيت هو ممر طويل نسبيا مسقوف بجريد النخيل ولكن منخفض بحيث لا يتجاوز طوله المتر ونصف ويسمى الممر ” بالسقيفة “.
يقول منتصر مصباح، إن السقيفة بمدخل المنزل مشتركة مع الجيران وهي ممر منخفض الارتفاع وكان يستغل قديما للغلق قديما بقطع خشبية قوية لمواجهة الغزاة أو ” الهجامة ” أو اللصوص التي كانت تغزو المنطقة لسرقة خيراتها وسبب انخفاض ارتفاع السقيفة هو صعوبة دخول الجمال والأحصنة مداخل منازل أهالي المنطقة.
يقول منتصر، إن عمر المنزل يفوق الـ 600 عام ويحتوى على الأغراض الخاصة بسكان الواحة القدامى ومنها “المهراس” وهي آلة خشبية لطحن الغلال والحبوب والطابونة، لإعداد الخبز وهي تشبه الفرن والمنشار البلدى والمالقون لحفظ البلح والطعام ونول لصناعة الحصير من نبات السمار ويتكون البيت من 3 طوابق به سلالم مزدوجة لسهولة التنقل بداخله للأسر التي تعيش به، كما هندسة بناء المنزل جعلت طلاب جامعة القاهرة كلية الهندسة يدرجوه في الدراسات والأبحاث الهندسية المتعلقة بالمعمار كونه يحتفظ بجدرانه ومكوناته دون انهيارات بالإضافة للتهوية الطبيعية داخل جدرانه بسبب الاعتماد على الطين المحلي ومكونات الطبيعة.
أكد منتصر، أنه لم يتقدم لتسجيل المنزل لدى الآثار خشية أن يجرى أخذ المنزل منه ولا يستطيع دخوله مرة أخرى فيما وضعت المحافظة لوحة على مدخل المنزل نظرا لتحوله لمزار سياحي هام في برامج زيارات الوفود السياحية للمحافظة كما يتميز المنزل باحتوائه على مجسمات فنية لفناني الواحات الحاليين تمثل مراحل تاريخية للواحة مستخدمين فيها جذوع وجريد النخيل بالإضافة لاحتفاظ المنزل بعبق التاريخ في مظاهر معيشة القدماء بالمنطقة.
قال منتصر، إن البيت يعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي للخارجة ويعكس العمق التاريخي والثقافي للمنطقة، يجذب العديد من الزوار الذين يرغبون في استكشاف الجمال المعماري والتاريخي للمنزل والتعرف على قصته وتاريخه وكان آخر الزيارات للمنزل وفد سياحي من اليمن كان بالأمس الأحد 3 مارس الجاري، فيما جرى تحويل الطابق الأخير منه لمنطقة استقبال للسائحين يقدم لهم خلال تواجدهم بالمنزل مشروبات ووجبات غذائية لها الطابع المحلي والتراثي فيما جرى تزيين مكان الجلوس بلوحات ومجسمات فنية تبرز تراث الواحة.
حكاية الديك والكنز:
وأضاف منتصر، أنه يوجد به جميع المقتنيات من الثوب الواحاتي وبعض اللوحات الفنية الأثرية التي تدل على الماضي، مؤكدًا أن البيت مفتوح لجميع أهالي الواحات بمراكزها الخمسة ويختتم منتصر تصريحه لمصراوي قائلا:”إن أشهر حكايات المنزل و درب السندادية هي حكاية الديك والكنز التي تداولتها أجيالا بعد الأخرى وربما سردوها للأطفال كنوع من أنواع الترغيب في التعرف على المنزل وجماله لكنها اسطورة غير حقيقية عبارة عن ديك الديك يظهر للشخص الطيب والصالح الذي يحافظ على أسرته ويحافظ على صلواته وواجباته والناس تحبه وبعد ظهور الديك يدله على مكان الكنز المدفون داخل درب السندادية القديم أو يجري فتح الكنز له بمجرد رؤية الديك في جوانب المنزل أو في ممرات درب السندادية”.