06:13 م
الأربعاء 14 أغسطس 2024
كتبت- منال المصري:
ارتفع سعر الجنيه مقابل الدولار بنحو 38 قرشا بنهاية تعاملات البنوك مقارنة بمنتصف التعاملات اليوم الأربعاء لأول مرة منذ موجة خروج الأجانب قبل 10 أيام وزيادة الضغوط على طلب الدولار.
وقال مصرفيون تحدث إليهم مصراوي، إن زيادة حركة دخول الأجانب للاستثمار في أذون الخزانة بالعملة المحلية من خلال بيع الدولار وشراء الجنيه عزز من زيادة العرض من النقد الأجنبي وتعزيز قوة الجنيه وسط تراجع المخاوف من تصاعد التوترات بالمنطقة بين إيران وإسرائيل.
وتراجع سعر الدولار إلى نحو 49.05 جنيه للشراء و49.15 جنيه للبيع لكل دولار بنهاية التعاملات في البنوك الكبرى بعد أن وصل إلى نحو 49.53 جنيه خلال منتصف التعاملات اليوم.
وتسبب الخروج القوي للاستثمار الأجنبي من أذون الخزانة يوم الاثنين من الأسبوع الماضي في زيادة حركة مرونة سعر الصرف ليرتفع الدولار بنحو 75 قرشا ليصل إلى مستوى قياسي لأول مرة منذ 5 أشهر من تحرير سعر الصرف قبل أن يقلص مكاسبه 25 قرشا في نفس تعاملات اليوم بعد توقف خروج الأجانب، وفق ما قاله مصرفيون لمصراوي في وقت سابق.
قال أحد رؤساء البنوك لمصراوي، إن زيادة العرض من الدولار وزيادة الطلب على شراء الجنيه للاستثمار في أذون الخزانة المحلية عزز من قوة الجنيه ودفعه أن يعكس اتجاهه مقابل الدولار وفق نظرية العرض والطلب.
وأذون الخزانة تعد أحد الأدوات المالية في يد وزارة المالية لجذب سيولة لسد عجز الموازنة، ويطرحها البنك المركزي بالنيابة عن المالية بشكل دوري كل يومي الخميس والأحد من كل أسبوع.
وأوضح رئيس البنك أن هذا العرض من العملة لم يأتي فقط من دخول المستثمرين الأجانب للاستثمار في أذون الخزانة وأنما جاء بجانب وجود تنازلات عن العملة.
وأضاف أن مرونة سعر الصرف التي يتبعها البنك المركزي تحتم وجود تذبذب في سعر صرف الدولار صعودا أو انخفاضا حسب العرض والطلب على العملة.
كان البنك المركزي أعلن في مارس الماضي العودة مجددا إلى تحرير سعر الصرف للمرة الرابعة خلال عامين ليخضع تحديد سعر الجنيه إلى آلية العرض والطلب مقابل الدولار بهدف القضاء على السوق السوداء وسد فجوة التمويل الأجنبي.
وتراجع الدولار بنحو 60% مقابل الجنيه عقب العودة إلى تحرير سعر الصرف ليقفز من 30.94 جنيه في مطلع مارس إلى قرب 50 جنيها في 6 مارس خلال أول يوم من تحريرسعر الصرف قبل عودته مجددا للانخفاض.
وقال محمد عبد العال الخبير المصرفي، لمصراوي، إن عودة الأجانب للاستثمار في أذون الخزانة جاء بعد هدوء المخاوف الجيوسياسية بالمنطقة، وهو ما عزز من تراجع الدولار مقابل الجنيه.
وأوضح أن سعر العائد المرتفع على الأذون بالجنيه المصري رفع من جاذبية الاستثمار في العملة المحلية وإغراء المستثمرين للعودة مجددا في ظل توقعات قرب الاحتياطي الفيدرالي- البنك المركزي الأمريكي- بخفض سعر الفائدة على الدولار.
كانت وزارة المالية رفعت سعر العائد خلال آخر شهر ونصف بنحو 3% ليتجاوز العائد 28% لأول مرة منذ 5 أشهر، تحت ضغط طلب المستثمرين أسعار عائد مرتفعة تقارب القائمة لدى البنك المركزي وحاجتها إلى سيولة لتمويل عجز الموازنة.
كانت بيانات البنك المركزي كشفت في وقت سابق، أن مصر جذبت نحو 22 مليار دولار استثمار أجنبي غير مباشر خلال أول شهرين من تحرير سعر الصرف في مارس وأبريل الماضيين ليصل إجمالي المحفظة إلى نحو 35.4 مليار دولار لأول مرة في تاريخها.