02:11 م
الثلاثاء 25 مارس 2025
الإسماعيلية – أميرة يوسف:
في ظل التطورات الجارية بمنطقة البحر الأحمر، تؤكد هيئة قناة السويس التزامها بتعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع عملائها، والحفاظ على قنوات التواصل الفعالة مع الخطوط الملاحية الكبرى، وغرف الملاحة العالمية، والمنظمات البحرية الدولية.
وتعكس جهود الهيئة في هذا الصدد لقاءاتها المستمرة مع كبار الشخصيات في المجتمع الملاحي، مثل الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، ورئيس غرفة الملاحة الدولية، والرؤساء التنفيذيين لكبريات الشركات الملاحية، وذلك لمناقشة تداعيات الأوضاع الراهنة على سلاسل الإمداد العالمية، والتشاور حول أفضل السبل لمواجهة التحديات الجيوسياسية والأمنية.
وقد أثمرت هذه الجهود عن تحقيق نجاحات ملموسة، منها زيادة استثمارات الخطوط الملاحية في مصر، حيث قامت مجموعة “ميرسك” بتوسيع استثماراتها في ميناء شرق بورسعيد وضخ استثمارات جديدة بمشروع تخريد السفن في ميناء دمياط، مما يؤكد الدور الحيوي الذي تلعبه قناة السويس في دعم الأنشطة البحرية العالمية، كما تستمر المباحثات مع “ميرسك” وشركائها في تحالف “Gemini” حول تعزيز معدلات عبور السفن عبر القناة فور استقرار الأوضاع في البحر الأحمر.
لم يقتصر التعاون مع الخطوط الملاحية على العبور فقط، بل امتد ليشمل مجالات التدريب، حيث وقعت الهيئة اتفاقية مع شركة “MAERSK TRAINING” لتقديم برامج تدريبية متقدمة في القيادة وإدارة الأزمات، إضافة إلى الدورات المتخصصة التي توفرها أكاديمية التدريب البحري والمحاكاة التابعة للهيئة.
وقد أكد مسؤولو الخطوط الملاحية الكبرى على التزامهم بالعبور عبر قناة السويس بمجرد عودة الاستقرار، حيث صرح “سورين توفت”، الرئيس التنفيذي لخط “MSC”، بأن طريق رأس الرجاء الصالح يفتقر إلى الخدمات البحرية الأساسية، ما يجعله خيارًا غير مفضل مقارنة بقناة السويس. كما شدد “أرسينيو دومينجيز”، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، على أهمية القناة في تقليل الانبعاثات الكربونية وضمان بيئة مستدامة للملاحة.
من جهة أخرى، كشفت بيانات مؤسسة “كبلر” للتحليل أن نصف شحنات الوقود الأوروبية خلال شهر مارس عبرت قناة السويس خلال فترة الهدنة، مما يؤكد أهمية القناة في تأمين تدفقات الطاقة إلى أوروبا كما أشارت إحصائيات الملاحة إلى أن 166 سفينة قامت بتعديل مسارها إلى قناة السويس بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح منذ فبراير الماضي.
ورغم التحديات الحالية، تواصل قناة السويس تطوير بنيتها التحتية وتعزيز خدماتها البحرية، حيث انتهت مؤخرًا من مشروع تطوير القطاع الجنوبي، مما أسهم في تحسين الأمان الملاحي وزيادة قدرة القناة على استقبال سفن بأحجام غير مسبوقة. كما قدمت ترسانات الهيئة خدمات الصيانة والإصلاح لسفن متضررة في البحر الأحمر، مثل سفينة الصب اليونانية “ZOGRAFIA” وناقلة البترول “SOUNION”.
وفي الذكرى الرابعة لتعويم سفينة “EVER GIVEN”، تؤكد قناة السويس مجددًا مكانتها كأهم ممر ملاحي عالمي لا غنى عنه، قادرة على مواجهة التحديات وتقديم خدمات مرنة تلبي احتياجات عملائها، دون أن ينافسها أي مسار بديل.
وتهيب الهيئة بوسائل الإعلام تحري الدقة والاعتماد على المصادر الرسمية، تفاديًا لنشر معلومات غير صحيحة قد تضر بسمعة المرفق الملاحي الأهم عالميًا.