05:22 م
الأحد 25 فبراير 2024
كتبت- سلمى سمير:
مشمرًا عن ساعديه وقف طفلًا فلسطينيًا وسط كومة من القمامة المبعثرة يبحث بين مخلفات الطعام عما يسد بها جوعه الذي لا يعلم أحد كم من الوقت مضى منذ أن رُزق بلقمة يستند بها في يومه.
ملتفتًا يمينًا ويسارًا لكن ونظره معلق للأسفل لا لأعلى حيث تهبط القنابل، ينظر الصغير حافي القدمين بين القمامة التي غالبًا ما سيكون أحدًا نبشها قبله في ظل جوعٍ مريرٍ يفتك بأهالي قطاع غزة جراء حصار محكم فرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ الـ7 من أكتوبر.
وقعت عينا الطفل على برتقالة مأكولة آمل أن يكون فيها من الألياف والعصارة ما يساعده على استعادة طاقته، فراح يشمر عن بنطاله الذي غطى قدميه الحافيتين ويلتقط البرتقالة وينفض عنها الوحل الذي كانت فيه ليقطم منها بضع قطمات إلى أن وقعت عيناه على عدسات الكاميرا تصوره، فكان كبريائه أكبر من جوعه وألقى البرتقالة ورحل بعيدًا لربما يبحث عن مكان آخر لا ترصده فيه عدسات الكاميرا لتصور مأساة ما حال إليه وضع أطفال قطاع غزة.
ويعاني قطاع غزة وبالتحديد شماله وضعًا إنسانيًا كارثيًا في ظل مجاعة تفتك بالمدنيين خاصة في شمال القطاع في ظل محاصرة قوات الاحتلال له ومنع إدخال أي مساعدات أو إمدادات غذائية للمناطق التي يتواجد بها حوالي نصف فلسطيني في الوقت الحالي حسب مصادر طبية بالقطاع.
وكشفت المصادر الطبية في القطاع أن حوالي 700 ألف طفل فلسطيني في القطاع يعانون من مضاعفات خطيرة بسبب سوء التغذية والجفاف نتيجة نقص المياه.
ورغم شهادات الأهالي في القطاع بوجود عدد من الوفيات جراء نقص الغذاء، إلا أنه لا توجد إحصائية دقيقة حتى الآن بأعداد الوفيات وذلك حسبما صرح الهلال الأحمر الفلسطيني.
رفض الأكل.. خجلُ طفل فلسطيني رأى شخصًا يصوره وهو يبحث عن طعام #الجزيرة_مباشر #غزة #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/BLj9ntK4zK
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 25, 2024