04:15 م
الأربعاء 04 سبتمبر 2024
كتب- علاء حجاج:
كبسوا كبسوا .. كلمة ترددت كثيرا على أسماعنا، وعادة ما يرددها أشخاص يطلقون على أنفسهم “انفلونسر” أو “بلوجر”، في النهاية هم يرون انفسهم مؤثرين بغض النظر عن نوع المحتوى الذين يقدموه أو حتى المسمى الوظيفي.
وخلال السنوات الأخيرة، عج التيك توك بهؤلاء المؤثرين، بل وتنافسوا في تحديات لفتح البث المباشر “لايف ستريمينج” لعدة ساعات، بل أحيانا أيام، وذلك لجمع الأموال من خلال ما يطلق عليه “تكبيس” أو هدايا “تنين- أسد – حوت”، كل هذا على مرأى ومسمع من عشرات الآلاف من المتابعين بمختلفة محافظات ومدن المحروسة الذين يشاهدون اللايف في نفس اللحظة.
فتارة نجد فتاة تشاركنا حياتها اليومية من سب ولعن مع أسرتها في بث حي، لا جدوى منه سوى عرض ما يحدث فقط في منزلها من سب وشتائم متبادلة مع والديها، وتارة أخرى نرى “أم فلان” التي تقوم بالطبخ في البث المباشر على منصات التواصل الاجتماعي لتسرد لنا مغامرات “فلان” أبنها، وتتجاذب أطراف الحديث مع المتابعين من خلال الرد على التعليقات في البث الحي والذي عادة ما يكون أشبه بـ “عركة” شوارع.
ولكن هل ينعكس ما ينفقه هؤلاء المؤثرين و مريديهم من وقت في البث المباشر على أداء شبكة الإنترنت بشكل عام؟.
في البداية يجب أن تعلم أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على استخدام البيانات أو الإنترنت عند البث المباشر، وذلك بحسب شركة “باندا” لحلول أمن المعلومات.
تقول الشركة، أولاً، يلعب دقة المحتوى دورًا مهمًا في حجم البيانات المستهلكة، حيث تتطلب الدقة الأعلى (مثل HD أو 4K) بيانات أكثر من الدقة المنخفضة (مثل الدقة القياسية).
في المتوسط، يبلغ استخدام بيانات بث الفيديو بجودة SD حوالي 0.7 إلى 1 جيجابايت من البيانات في الساعة، بينما يمكن أن يستخدم بث HD ما يقرب من 1.5 إلى 2.5 جيجابايت من البيانات في الساعة.
تخيل عشرات الآلاف يتابعون البث الحي في الوقت ذاته، مع الوضع في الاعتبار عدد من يطلقون على أنفسهم مؤثرين.
يستهلك بث UHD أو 4K عادةً المزيد من البيانات، مع تقديرات تتراوح من 7 إلى 10 جيجابايت في الساعة.
بحسب بيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يصل عدد مشتركي خدمات الإنترنت المحمول نحو 80.19 مليون مشترك بنهاية يونيو 2024، فيما يصل عدد مشتركي خدمات الإنترنت الثابت نحو 11.19 مليون مشترك في يونيو الماضي.
وبحسب قياسات “سبيد تيست” التابعة لشركة أوكلا العالمية، يبلغ متوسط سرعة الإنترنت في مصر 80 ميجابت في الثانية في يونيو الماضي.
يعتقد المهندس محمد الحارثي خبير تكنولوجيا المعلومات، أن البث المباشر بشكل عام يحصل على أكبر حصة من “الباندويث” أو معدل نقل البيانات، حتى أنه أعلى من مشاهدة محتوى مرئي قد تم تحميله مسبقاً مثل الأفلام والمسلسلات أونلاين.
أوضح أن التطبيقات التي تتيح ميزة البث الحي “لايف ستريمينج” تستهلك معدلات أعلى من “الباندويث”، الأمر الذي يؤثر سلباً على شبكة الإنترنت بشكل عام، ورغم ذلك يتم حساب مستخدمي ميزة البث الحي بنفس اسعار مستخدمي الانترنت الاخرين، رغم ما يشغلونه من معدلات نقل بيانات “باندويث”، أعلى من المستخدمين الآخرين.
يرى الحارثي أنه يجب التفريق في المعاملة المالية لخدمات الإنترنت بين من يقوم بإشغال جزء كبير من شبكة الإنترنت في مصر للتربح عبر البث الحي عبر المحتوى غير المفيد، وبين من يستخدم شبكة الإنترنت في العمل أو الدراسة.
اقترح الحارثي معاملة مستخدمي الإنترنت في البث الحي “لايف ستريمينج” مالياً اسوة بنظام الشرائح في الكهرباء، وذلك لأن استخدامهم الدوري لخدمات البث الحي بغرض التربح يؤثر سلبا على الشبكة العامة للإنترنت ويشغل حصة كبيرة من البيانات المنقولة عبر الشبكة العامة، فضلا عن تقديمهم محتوى غير مفيد، أفقد الشباب قيمة العمل وأهميته بسبب تربحهم السهل عبر المحتوى الذي يتم بثه والذي لا يحمل قيمة حقيقية.
أوضح أن هناك آليات يمكن تنفيذها في تنظيم البث الحي الذي يقوم به الشباب عبر الإنترنت ممن يطلقون على نفسهم المؤثرين، منها محاسبتهم باسعار مختلفة لخدمات الإنترنت، أو تحديد أوقات محددة بعيدة عن أوقات الذروة للقيام بالبث الحي الخاص بهم مثل بعض الدول التي اعتمدت هذا النظام لضمان عدم التأثير على أداء شبكة الإنترنت العامة.