07:43 م
الجمعة 05 أبريل 2024
بورسعيد – طارق الرفاعي:
“وحشتني قوي يا ابني”.. داخل غرفة بمنزل في منطقة شعبية بحي الزهور في محافظة بورسعيد تجلس سيدة شاحبة الوجه مرتدية ملابس سوداء تجلس أمام سرير مرتب عليه صورة شاب وسيم في العشرين من عمره وبجانبها مصحف، والسيدة تردد بصوت خافت حزين ودموع تحاول كبتها:”وحشتني قوي يا ابني يا حبيب قلبي نفسي اخدك في حضني قوي والله”.
وأمام شهادة تقدير معلقة على أحد جدران الغرفة مدون عليها اسم: عمر شريف أحمد، الطالب بكلية التربية جامعة بورسعيد، تجد سريره كما تركه يوم أن نزل من منزله للمرة الأخيرة قبل أن تصدمه سيارة طائشة هو واثنين آخرين من أصدقائه وسيدة تصادف مرورها بشارع أمام كلية العلوم ليلقوا حتفهم جميعا.
ووسط حالة من الحزن الشديد وصدمة على وجوه زملاء السيدة التي فقدت ابنها الوحيد منذ أيام وزوجها بالمرض الخبيث منذ قرابة عام، تقول والدة الشاب الراحل:”كل حاجة في غرفته كما وضعها ورتبها قبل نزوله إلى الكلية، لم أكن أعلم لحظتها أنني لن أراه مرة أخرى ولن أسمع صوته من جديد ولم أحتضنه وأشعر بنبضات قلبه مرة أخرى.. لكنني كنت أشعر أن شئ سيحدث لكن لا أعلم ما هو”.
“لم أراه مرة أخرى إلا جثة غارقة في دمائها .. أقسم بالله أنا راضية بما قسمه لي الله تعالى، كرم ربنا كبير زعمري ما كنت هعمل زفة وفرح مثلما حدثت يوم تشييع جنازته، لقد كانت زفة عريس ولكن إلى الجنة إن شاء الله”.
تعاود السيدة النظر مرة أخرى إلى صورة ابنها الموضوعة على سريره قائلة:”وحشتني قوي يا ابني يا حبيب قلبي نفسي اخدك في حضني قوي والله”.
أقرأ أيضا:
نفسي أضمه في حضني.. والدة ضحية حادث دهس طلاب بورسعيد: ابني عريس اتزف للجنة – فيديو وصور