10:59 م
الجمعة 21 يونيو 2024
كتب – فادي الصاوي:
في كل عام وتحديدا فى شهر نوفمبر، يتفاجئ أهالي قرية منية جناج التابعة لمركز دسوق محافظة كفر الشيخ، بزيارة عدد كبير من قيادات القوات البحرية المصرية السابقين مقابر القرية لقراءة الفاتحة لشاب صغيرة مات قبل أن يكمل عامه الـ28، هذا الشاب منحه الرئيس عبد الفتاح السيسي نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى، وأُطلق اسمه على الدفعة 150 ضباط صف معلمين سنة 2014.
كما أطلقت الدولة المصرية اسمه على مدرسة إعدادية فى مسقط رأسه، وسبق أن كرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومنحه نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى تقديرا لما قام به من عمل بطولي، كذلك كرمته وزارة الإعلام في حفل كبير عرض خلاله فيلم “الطريق إلي ايلات” لأول مرة وسط حشد كبير من الجماهير، بحضور صفوت الشريف وزير الإعلام آنذاك، والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع، وممدوح الليثي رئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري وقتذاك.. فمن هذا الشاب ولماذا كل هذه التكريمات والأنواط العسكرية؟
الشاب هو محمد فوزي البرقوقي، الشهيد الوحيد في عملية ميناء إيلات، وُلد عام 1941 بقرية منية جناج التابعة لمركز دسوق محافظة كفر الشيخ، انضم إلى صفوف الجيش المصري فى سن صغير، وحصل على الثانوية العامة أثناء تطوعه بالقوات المسلحة، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة الإسكندرية عام 1965، والتحق بإدارة الصاعقة البحرية فرع الضفادع البشرية خلال حرب الاستنزاف واشترك في كثير من العمليات الخاصة من أبرزها عملية تدمير ميناء إيلات والمدمرات التي كانت فيه.
استشهد البرقوقي في 16 نوفمبر 1969 عن عمر يناهز 28 عاما، وجسد شخصيته والعمل البطولي الذي قام به في عملية ميناء إيلات، الفنان الراحل عبد الله محمود، في فيلم “الطريق إلي إيلات”.
وعلى عكس ما جاء فى فيلم “الطريق إلى إيلات”، كشف القبطان عمر عزالدين، فى أكثر من تصريح إعلامي، القصة الحقيقة لاستشهاد البرقوقى، موضحا أنه خلال تنفيذ العملية تعرض الشهيد لتسمم أوكسجين، فأمره رفيقه القبطان نبيل عبد الوهاب بالصعود فوق سطح المياه لاستنشاق الهواء، فرفض وأصر على الاستكمال حتى لا ينكشف أمرهما، مضحيًا بنفسه لإنجاز مهمته.
وذكر عز الدين، أنه بعد نجاح العملية لوح البرقوقي لرفيقه بالوداع الأخير لحظة صعود روحه لبارئها، فرفض نبيل عبد الوهاب ترك جثمان الشهيد حتى لا يعثر عليه الإسرائيليون وينكلوا به، وقرر سحبه لمسافة كبيرة من مكان تواجدهما في العملية إلى شاطئ خليج العقبة، وقدرت هذه المسافة بحوالي 16 كيلو مترا في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البحرية، حتى جرى شحن جثمانه إلى مصر ليدفن في مقابر أسرته فى قرية منية جناج يوم الثلاثاء الموافق 16 نوفمبر عام 1969 في جنازة عسكرية مهيبة.
من جانبه، كشف ياسر عنان أحد أهالي قرية منية جناج، لـ”مصراوي”، أن مركز شباب القرية يحرص كل عام على الاحتفال بذكري وفاة الشهيد محمد فوزي البرقوقي عن طريق إقامة ندوات ثقافية وتنظيم زيارات لقبره الطاهر لتعريف الأجيال الجديدة بالبطل الذى ضحى بنفسه من أجل بلده.
وأشار عنان، إلى أن البرقوقي يعتبر أيقونة ومصدر فخر لأهالي قريته، لأنه الشهيد الوحيد فى المهمة، مطالبا الحكومة المصرية بزيادة الاهتمام بقرية منية جناج ووضعها على خريطة مشروع “حياة كريمة” لتحظي بالتنمية والبنية التحتية التي تستحقها من أجل خلق فرص عمل جديدة لشباب القرية والقرى المجاورة لها.
جدير بالذكر أن منية جناج هي إحدى قرى مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وهي آخر قرية من ناحية محافظة الغربية، حيث يقع بعدها مباشرة أولى قري مركز بسيون محافظة الغربية، وتقع القرية على ضفاف نهر النيل، يحدها من الغرب النهر العظيم ويليه مركز شبراخيت محافظة البحيرة، ومن ناحية الشمال قرية محلة دياي، ومن ناحية الجنوب قرية كفر الدوار التابعة لمحافظة الغربية.
وتذكر بعض كتب التاريخ أن السلطان المملوكي طومان باي لجأ إليها مع بعض أعوانه للإختباء بها عند مطاردة السلطان العثمانى سليم الأول، فى نهاية حقبة حكم المماليك بمصر.
اقرأ أيضًا:
بطل عملية إيلات يكشف لحظات وفاة شهيدها الوحيد (فيديو وصور)