02:34 ص
الإثنين 12 يونيو 2023
كتب – محمود الطوخي
قبيل انطلاق صافرة بداية مباراة الأهلي والوداد في نهائي دوري أبطال أفريقيا مساء الأحد، ازدحم “كافيه الزمالك” بمنطقة ميت عقبة بالجيزة، بعشرات المشجعين من مختلف الإنتماءات الكروية، لمشاهدة المباراة العصيبة.
هاني حمادة، صاحب، المقهى الذي يعود تاريخه إلى ستينيات القرن الماضي، يقول لـ”مصراوي”: “زمان كان كل لاعبى الزمالك بييجوا هنا وكل الزملكاوية عارفين المكان ده يعني لهم إيه”.
مع بداية المباراة النهائية في كازابلانكا، بدأت مباريات جانبية بين جماهير النادي الأهلى ومناصري نادى الزمالك الذين أتي بعضهم لتشجيع نادي الوداد المغربي على حساب الأهلي من أجل “التحفيل” والتشجيع التكتيكي.
خارج المقهى القديم دارت مباراة تحفيلية بين محمد حمدي المشجع الأهلاوي وصديقه الزملكاوي عبد الله كامل، يقول حمدي بنبرة حماسية “البطولة دى إن شاء الله لازم الأهلى يكسبها بعد اللى حصل السنة اللى فاتت في المغرب”.
ومنذ يومين أثار مقطع فيديو لمشجع زملكاوى كان في انتظار بعثة النادي الأهلى لدى وصولهم المغرب، استياء كثير من الجماهير المصرية.
“غلطة كبيرة ماكانش يصح تطلع من مشجع مصري قبل ما يكون زملكاوى” هكذا يقول كامل رغم تشجيعه للوداد، فإنه يرى أن حرية التشجيع مكفولة للجميع دون الإضرار بأحد أو تصدير تلك الصورة المتردية عن العلاقة بين جماهير القطبين الذين تربطهم علاقات اجتماعية قوية.
وبعد نصف ساعة تقريبا من بداية المباراة خيم الصمت على حمدى الذي بدا متجهما، على عكس كامل التي بدأت مناكفته لصديقه مبكرا كحال كثير من الزملكاوية داخل المقهي، خصوصا بعد إحراز الوداد للهدف الأول في مرمى الأهلي، حيث بدأت المشادات بين جماهير القطبين بسبب مغالاة بعض الزملكاوية في الاحتفال بالهدف وكذلك التحديات التى ارتكزت إلى آمال معلقة بالشوط الثاني: ” هانفوز برضو وهافكرك” يقول أحد الجلوس.
ينتهى الشوط الأول ولم يفقد الأهلاوية أملهم في عودة تمكنهم من رد الصاع للزملكاوية بالمقهى الذي يحتفي بصورة “أيقونة الزمالك” شيكابالا في الجهة المقابلة لصورة نجم ليفربول محمد صلاح.
ومع بدء الشوط الثاني ظل صاحب المقهي الزملكاوي يناكف جماهير الأهلى لمدة نصف ساعة، إلى أن أحرز الأهلى الهدف الأول، ليقف بعدها صامتاً أمام صياح جماهير الأهلي وفرحتهم الهيستيرية، خصوصا أمام مسن أهلاوي وقف يهتف في وجه صاحب المقهى بصوت جهوري “أهلى أهلى”.
وقبل انتهاء المباراة بدقائق معدودات حاول كامل التسلل خلسة لمغادرة المقهى كحال الزملكاوية، إلا أن حمدي كان متيقظا فأمسك به، فلا يمكن أن يتركه دون “تحفيل”.
مرت دقائق المباراة الأخيرة التي تحسن فيها أداء الأهلي كثيرا مقارنه بأدائه في الشوط الأول ثقيلة وبطيئة جدا على جمهور الأهلي وسريعة على مشجعي الزمالك، الذين غادروا المقهى في صمت لافت، وسط غفلة من جمهور الأهلي الذي انشغل في الاحتفال بالتتويج الصعب.
يقول هاني حمادة: “احنا بنحب التحفيل والهزار بس في الحدود المسموح بها وكلنا في الآخر زمايل وقرايب، بس في شوية هما اللى بيسببوا الفتنة بين الجمهورين”.
ارتد كيد كامل عليه بعد التتويج باللقب، لكن حمدي الذي لمعت عيناه حينما نظر إلى صديقه لن يمرر ليلة صديقه الزملكاوي بسلام.