كيف ترى مؤسسات وبنوك عالمية مستقبل سعر صرف الجنيه خلال الفترة المقبلة؟

07:49 م

الأربعاء 13 سبتمبر 2023

كتبت- منال المصري:

ترسم توقعات 5 مؤسسات وبنوك مالية دولية بشأن سوق الصرف سيناريوهات لحركة سعر صرف الجنيه مقابل الدولار خلال الفترة المقبلة، والتي أجمعت 4 منها في تقارير أصدرتها في الأسابيع الأخيرة، على خفض الجنيه بما يصل بسعر الدولار إلى مستوى 38 جنيها، كما ذكره بعضها، قبل نهاية العام الجاري.

وأشارت بعض هذه التقارير إلى أن هذا الخفض قد يحدث تحديدا في شهر سبتمبر أو أكتوبر وسط توقعات بتزامن ذلك مع إجراء صندوق النقد الدولي المراجعة الأولى والثانية على برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، وهو الأمر غير الواضح حتى الآن.

فيتش سوليوشنز

كان أحدث هذه التقارير، تقرير أصدره شركة فيتش سوليوشنز العالمية (Fitch Solutions)، والذي توقعته فيه سماح البنك المركزي المصري بتراجع سعر صرف الجنيه بنحو 18.6% مقابل الدولار بنهاية العام الجاري 2023 ليقترب أسعار الصرف الرسمي للعملات الأجنبية (بالبنوك) من أسعارها في السوق الموازية بشرط قدرة الحكومة على جذب تدفقات نقد أجنبي.

ورجحت الشركة، في تقريرها حول “مخاطر مصر” عن الربع الأخير من 2023، ارتفاع سعر الدولار إلى 38 جنيها بنهاية العام الجاري مقارنة بمتوس0ط 30.96 جنيه في البنوك (ليقترب من مستواه في السوق السوداء الذي يدور بين 38 و40 جنيها).

وقالت فيتش: “نعتقد أن هذا سيحدث في سبتمبر أو أكتوبر عندما تجمع السلطات ما يكفي من رأس المال الأجنبي للإشارة إلى السوق بأن هذا سيكون آخر خفض للعملة”، لكنها لم تستبعد احتمالية تأجيل خفض العملة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في 2024.

وأدت عودة مصر إلى اتباع سعر صرف مرن في مارس 2022 إلى هبوط حاد في سعر الجنيه، وهو ما أسهم في ارتفاع سعر الدولار في مقابله بنحو 96% خلال عام، ليقفز متوسط سعره في البنوك من 15.76 جنيه في 20 مارس قبل الماضي إلى أقل من 31 جنيها بقروش قليلة حاليا.

مورجان ستانلي

يتفق بنك مورجان ستانلي، أحد البنوك الأمريكية العالمية، في توقعاته مع فيتش، بحدوث خفض جديد لسعر صرف الجنيه مقابل الدولار على الأرجح في سبتمبر أو أكتوبر المقبل، في وقت قريب من إجراء المراجعة الثانية لصندوق النقد الدولي.

ورجح مورجان ستانلي، في تقرير له الشهر الماضي، بعنوان (اقتصاد مصر والائتمان السيادي وحقوق الملكية) اطلع مصراوي على نسخة منه، انتهاء صندوق النقد الدولي من المراجعتين الأولى والثانية على برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري خلال الفترة بين شهري سبتمبر وديسمبر المقبلين.

كريدي سويس

أبقى بنك كريدي سويس، أحد البنوك العالمية السويسرية، أيضا على توقعاته السلبية بشأن النظرة المستقبلية لسعر صرف الجنيه في أحدث تقاريره، بسبب تراجع تدفقات موارد النقد من بعض مصادرها واتجاهها للسوق السوداء للعملات الأجنبية.

وتوقع كريدي سويس، في ورقة بحثية جديدة له بعنوان (استراتيجية مصر أغسطس 2023)، انخفاض قيمة الجنيه بنحو 20%، وقال: “في أعقاب هذا التحرك مباشرة يمكن أن تتجاوز العملة هذا الرقم بسهولة. وبالمقارنة، يقوم السوق حاليًا بتخفيض قيمة العملة بنسبة 40% تقريبًا”.

وبحسب كريدي سويس، لا يزال توقيت أي تخفيض لقيمة العملة “غير مؤكد إلى حد كبير”، لكن البنك يرى من وجهة نظره، أن ذلك “أمر لا مفر منه” لأن الوضع الراهن غير مستدام ودعم صندوق النقد الدولي مشروط به.

موديز

توقعت مؤسسة موديز العالمية للتصنيف الائتماني أيضا انخفاضا آخر لسعر الجنيه مقابل الدولار، بسبب استمرار عمل السوق السوداء- السوق الموازية لتجارة العملة بطريقة غير مشروعة- بما يؤدي إلى استمرار نقص النقد الأجنبي بالبنوك.

ورجحت المؤسسة في تقرير لها الشهر الماضي، حصل مصراوي على نسخة منه، أصدرته بشأن مراجعة التصنيف الائتماني لمصر، تراجع قيمة الجنيه بنحو 20% مقابل الدولار، وهو الفرق بين مستواه في البنوك وما هو متداول في السوق السوداء.

جولدمان ساكس

على عكس السيناريو المتوقع لبعض المحللين والمؤسسات العالمية الأخرى، يستبعد جولدمان ساكس، أحد أكبر البنوك الأمريكية العالمية، حدوث خفض جديد لسعر الجنيه في البنوك على الأقل على المدى القريب، نظرًا لمخاوف السلطات بشأن ضعف الجنيه وتأثيره على التضخم.

وتوقع جولدمان ساكس، في تقرير له أواخر يوليو الماضي، أن يؤدي ذلك إلى ترسخ عمل السوق الموازية للدولار (السوق السوداء) في مصر خاصة مع توقعه بأن تواصل الحكومة سياستها الحالية في الضغط على الواردات من خلال ضوابط غير رسمية على سعر الصرف، وإذا لزم الأمر، تهدئة وتيرة الاستثمار.